تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة في الفترة من 7 إلى 21 نوفمبر 2025، وهو حدث رياضي يجمع رياضيين من 57 دولة إسلامية. يسلط هذا المقال الضوء على أهداف الدورة، وقيمتها التنافسية، ومكانة الأرقام القياسية المسجلة فيها.
وفي سياق الاستعدادات، تتواصل تحضيرات الدول المشاركة. فعلى سبيل المثال، أعلنت وزارة الرياضة الليبية عن تحضير وفد يضم 92 فردًا (من رياضيين ومدربين وإداريين وإعلاميين) يمثلون 13 لعبة رياضية. وتُعد هذه المشاركة من المشاركات الكبيرة لليبيا في تاريخ البطولة، مما يعكس الاهتمام بالدورة كحدث رياضي إقليمي.
النشأة والتطور
انطلقت دورة ألعاب التضامن الإسلامي لأول مرة عام 2005 في مكة المكرمة. الفكرة، التي طُرحت في الثمانينيات، كانت تهدف لإنشاء حدث رياضي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
اليوم، تُعتبر هذه الدورة واحدة من أبرز الأحداث الرياضية المتعددة على مستوى العالم الإسلامي، وتأتي من حيث الحجم بعد أحداث كبرى مثل الألعاب الأولمبية والألعاب الآسيوية. ورغم بعض التحديات السياسية التي أدت لإلغاء نسخة 2009، استمرت الدورة في النمو، مستضيفة آلاف الرياضيين في رياضات متنوعة.
الأهداف والغايات
تتجاوز الأهداف المعلنة لدورة ألعاب التضامن الإسلامي مجرد المنافسة الرياضية. بحسب منظميها، هي منصة تهدف إلى:
- تعزيز الهوية: توفير بيئة رياضية تراعي القيم الثقافية والدينية للمشاركين.
- بناء جسور التواصل: استخدام الرياضة كوسيلة للتفاهم المشترك بين الشعوب، كما يصرح مسؤولو الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.
- التطوير الرياضي: منح الدول الأعضاء، خاصة تلك ذات الموارد المحدودة، فرصة لتطوير بنيتها التحتية واكتساب الخبرة التنافسية.
تشارك في الدورة 57 دولة تمتد عبر أربع قارات، ويُسمح للرياضيين غير المسلمين من هذه الدول بالمشاركة أيضاً.
المنافسة وتصدر الميداليات
على مدار الدورات الخمس الماضية، برزت دول معينة في مقدمة جدول الميداليات. تتصدر تركيا الترتيب العام، تليها إيران، ثم أذربيجان التي حققت نتائج مميزة، خاصة عند استضافتها للدورة عام 2017، وتتبعها أوزبكستان. هذا التنافس يرفع من مستوى الألعاب ويجعلها محطة تحضيرية للبطولات القارية والعالمية.
مسألة "الأرقام القياسية" والاعتراف الدولي
يُطرح تساؤل حول مدى الاعتراف الدولي بالأرقام المسجلة في الدورة. الإجابة تتطلب التفريق بين نوعين من الأرقام:
أرقام البطولة (Games Records): تمتلك الدورة سجلاتها الرسمية الخاصة بها. هذه الأرقام هي الأفضل في تاريخ الدورة وتُعتبر إنجازاً ضمن هذا السياق التنافسي.
الأرقام العالمية (World Records): هذه هي الأرقام التي تعترف بها الاتحادات الدولية (مثل الاتحاد الدولي لألعاب القوى). الاعتراف بها يتطلب معايير دولية صارمة جداً (إشراف فني، اختبارات منشطات، أدوات قياس معتمدة).
أرقام دورة التضامن الإسلامي هي من النوع الأول (أرقام البطولة). هي ليست تلقائياً "أرقاماً عالمية".
ولكن، إذا حقق رياضي رقماً يتجاوز الرقم العالمي الحالي أثناء مشاركته، وكانت جميع الشروط الدولية الصارمة متوفرة في ذلك السباق، فإن الاتحاد الدولي للرياضة المعنية قد يعترف به كرقم عالمي جديد.
لذا، عدم الاعتراف التلقائي لا يقلل من قيمة الإنجاز، بل يضعه في تصنيفه الصحيح كمقياس لتطور مستوى الرياضيين المشاركين.
التحديات والأهمية الاستراتيجية
تواجه الدورة تحديات، أبرزها التمويل المطلوب للاستضافة، والتأثيرات المحتملة للتوترات السياسية بين بعض الدول الأعضاء على مبدأ "التضامن".
ومع ذلك، تظل أهميتها الاستراتيجية واضحة. فاستضافة الألعاب تعني تحفيز الاستثمار في المنشآت الرياضية، وتطوير برامج التدريب، ومنح الرياضيين الشباب خبرة دولية قيمة.
تُعتبر دورة ألعاب التضامن الإسلامي حدثاً رياضياً متعدد الأوجه. فإلى جانب كونها منافسة رياضية، هي أيضاً استثمار في البنية التحتية، ومنصة للتواصل الدبلوماسي والثقافي بين الدول الأعضاء.
وبينما تستعد الرياض لاستضافة نسخة 2025، تبقى الدورة حدثاً يهدف لتعزيز الروابط بين الدول الأعضاء من خلال الرياضة.
