بقلم: Alan Schwarz | مجلة Forbes
في عام 2025، تقف قضايا الإتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة عند مفترق طرق غير مسبوق؛ حيث تتقاطع قوى متعددة قانونية وأخلاقية، اجتماعية ومالية، سياسية وربحية — لتخلق مشهدًا شديد التعقيد والازدحام. لم تعد الإتاحة مسألة هامشية، بل أصبحت ساحة مركزية للصراع والتقدم في آن واحد.
وبحسب تقرير Forbes، فإن أبرز ما يتفق عليه الخبراء هو أن القطاع الخاص سيلعب دورًا حاسمًا في صياغة مستقبل الإتاحة. فالتقدم الحقيقي، كما يقولون، لن يأتي فقط عبر السياسات العامة أو المبادرات الخيرية، بل من خلال ريادة الأعمال والاستثمار في تقنيات مثل الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والهياكل الخارجية (Exoskeletons)، والأجهزة المساعدة، وحلول التنقل والتواصل وغيرها.
سوق قابل للاستثمار... وليس صدقة
يوضح بول كينت، الشريك الإداري لتحالف "Disabled Life Alliance"، أن سوق الإتاحة ظل لسنوات مغيبًا عن اهتمام المستثمرين. ويضيف:
"يُنظر إلى هذا المجال على أنه صغير، لكن الحقيقة أنه يتمتع بإمكانيات عائد هائلة. هذا ليس عملًا خيريًا، بل سوق استثماري قابل للربح."
قائمة Forbes لأهم 100 جهة مؤثرة
من بين الابتكارات المدرجة:عصي ذكية توجه المكفوفين نحو مداخل المقاهي أو تحدد العوائق
-
منصات رقمية توفر وصولًا أفضل للتوظيف والتعليم
-
مساحات لعب مخصصة للأطفال ذوي الإعاقة
-
أدوات ذكاء اصطناعي تتيح تفاعلًا بصريًا وصوتيًا أكثر دقة
الإتاحة... في قلب معارك السياسات
يتقاطع موضوع الإتاحة مع النقاشات الساخنة حول سياسات التنوع والاندماج، فيما يُعرف الآن بمصطلح "DEIA" (التمييز والإدماج والإنصاف والإتاحة). فالمجتمع المعاق هو الأقلية الوحيدة التي قد يجد أي شخص — بغض النظر عن العِرق أو الطبقة أو السن — نفسه جزءًا منها في لحظة.
لكن رغم الوعي المتزايد، ما تزال الإتاحة تُعامل أحيانًا كـ"ضحية جانبية" في صراعات السياسات، كما حصل حين توقفت إدارة ترامب عن توفير الترجمة بلغة الإشارة خلال المؤتمرات الصحفية الرسمية، ما دفع "الرابطة الوطنية للصم" في أمريكا إلى رفع دعوى قضائية.
كما أن شركات الطيران، بحسب التقرير، تعارض لوائح جديدة تهدف إلى تعويض المسافرين في حال تعطل الكراسي المتحركة أثناء الرحلات، أو إلزام طواقم الطائرات بالتدريب على التعامل مع الركاب ذوي الإعاقة.
التصميم الشامل وتأثير "المنحدر"
-
الترجمة النصية (Closed Captioning) أصبحت مفضلة لدى الجميع
-
فرش الأسنان الكهربائية
-
تقنيات تحويل الصوت إلى نص
-
المصاصات المرنة
هذه الأدوات صُممت أساسًا لتلبية احتياجات محددة، لكنها أصبحت لاحقًا مفيدة لشرائح واسعة من الناس.
الشركات الرائدة تتعاون بدلًا من التنافس
من المثير للاهتمام أن العديد من الشركات العاملة في مجال الإتاحة، حتى المتنافسة منها، تتشارك النتائج والأفكار والكود البرمجي لتسريع وتيرة الابتكار. على سبيل المثال، طورت شركة Procter & Gamble رموزًا بارزة على عبوات منتجاتها لتمييزها عن طريق اللمس، وتقوم حاليًا بمشاركتها مع شركات أخرى لتصبح معيارًا صناعيًا عامًا.
وتقول سام لطيف، مسؤولة الإتاحة في الشركة:
"لسنا هنا لنفعلها وحدنا. الأثر الحقيقي يتحقق عندما يشارك الجميع."
الابتكار التقني... وإرث Apple
منذ الثمانينات، بدأت شركة Apple تضم ميزات إتاحة في أنظمتها، لكن التحدي الحقيقي ظهر عندما قرر ستيف جوبز إزالة الأزرار تمامًا من أول هاتف iPhone. هذا القرار دفع نحو تطوير ميزات مثل الارتجاع اللمسي، وتكبير الشاشة، وتحذير المستخدم من المحتوى اللامع، وغير ذلك المئات من الابتكارات.
وفي 2024، أطلقت Apple ميزة جديدة بعنوان "ملصقات الإتاحة" (Accessibility Nutrition Labels) على متجر التطبيقات، تتيح للمستخدمين معرفة كيف يخدم كل تطبيق احتياجاتهم الخاصة.
وتقول سارة هيرلينجر، مسؤولة الإتاحة في Apple:
"الإتاحة ليست فقط واجبًا أخلاقيًا — إنها من أكثر المساحات التي نبدع فيها."