38 مليون ناخب من ذوي الإعاقة: التحديات والفرص في الانتخابات الأمريكية المقبلة
تتجه الأنظار نحو الانتخابات الأمريكية مع اقتراب موعدها الحاسم يوم الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024، حيث يستعد حوالي 180 مليون ناخب أمريكي للوقوف في طوابير الانتخاب للتصويت لصالح مرشحهم. وتتجلى المنافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس التي تحظى بشعبية متزايدة. يتجه غالبية الناخبين للاختيار بين المرشحين بناءً على قضايا داخلية حاسمة مثل الإجهاض، الضرائب، والمهاجرين، مما يعكس الأهمية المتزايدة للسياسات الداخلية في تشكيل توجهات الناخبين.
ومع كل هذا الزخم، تأتي قضية مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في هذه الانتخابات لتشكل محورًا هامًا، حيث تعتبر نسبة مشاركة هذه الفئة مؤشرًا على مدى تحقيق العدالة والمساواة في العملية الانتخابية.
حجم الناخبين ذوي الإعاقة
تشير التقديرات إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يشكلون ما يقارب 16% من إجمالي الناخبين المؤهلين في الولايات المتحدة، أي ما يقارب 38 مليون ناخب مؤهل، مما يجعلهم فئة كبيرة ومؤثرة في نتائج الانتخابات. ومع وجود قضايا داخلية حاسمة على المحك، تزداد أهمية ضمان مشاركتهم الكاملة في العملية الديمقراطية.
فجوة المشاركة بين الناخبين
على الرغم من وجود تشريعات مثل قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA) وقانون مساعدة أمريكا على التصويت (HAVA)، إلا أن فجوة المشاركة بين الناخبين من الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم لا تزال واضحة. في انتخابات عام 2020، كانت نسبة المشاركة بين الأشخاص ذوي الإعاقة حوالي 62% مقارنة بنسبة 67% للناخبين من غير ذوي الإعاقة، مما يعكس فجوة بحوالي 7 نقاط مئوية.
التحديات والعوائق التي تواجه الناخبين ذوي الإعاقة
يواجه الناخبون ذوو الإعاقة العديد من العقبات التي تحول دون مشاركتهم الكاملة، وتتراوح بين عوائق مادية ونقص في تيسير الوصول إلى التكنولوجيا المساعدة. وفقًا لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي (GAO) في عام 2020، فإن حوالي ثلثي مراكز الاقتراع تحتوي على عوائق تتعلق بإمكانية الوصول.
إضافة إلى ذلك، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات في التصويت عبر البريد، حيث لا توفر جميع الولايات خيارات ميسرة رقمياً. وهذا يعد تحديًا كبيرًا في ظل توقع إقبال كثيف على التصويت نتيجة السياسات الحاسمة التي يتم النقاش حولها.
التوصيات والجهود الحالية
من بين الجهود التي تبذلها منظمات مثل جمعية الأمريكيين ذوي الإعاقة (AAPD) لتحسين الوضع، تتمثل في:
توفير تدريبات مخصصة لموظفي مراكز الاقتراع لضمان تلبية احتياجات الناخبين من الأشخاص ذوي الإعاقة.
توسيع نطاق تكنولوجيا التصويت الميسرة لضمان الخصوصية والاستقلالية للناخبين ذوي الإعاقة.
زيادة خيارات التصويت بالبريد والتصويت المبكر، لتخفيف الضغط في مراكز الاقتراع ولضمان مشاركة الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول بسهولة.
تأثير القضايا الحاسمة على الناخبين
بينما يُركز معظم الناخبين في الانتخابات القادمة على قضايا داخلية مثل الإجهاض والضرائب وسياسات الهجرة، تلعب هذه القضايا دورًا حاسمًا في توجهات الأشخاص ذوي الإعاقة أيضًا، حيث ترتبط حقوقهم وقضاياهم الاجتماعية والسياسية بسياسات الرعاية الصحية، والوصول إلى الموارد، والمساواة في الفرص.
دور التكنولوجيا ومستقبل التحسينات
ومع اقتراب الانتخابات، تزداد الحاجة إلى تطوير حلول تكنولوجية تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. يمكن أن يشمل ذلك أنظمة التصويت عبر الإنترنت المخصصة، مع التركيز على معايير الأمان والخصوصية. هذا التطور يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تمكين الناخبين ذوي الإعاقة من التصويت بفعالية وحرية.
في نهاية المطاف، تبقى مسألة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الانتخابات الأمريكية من القضايا الأساسية التي تعكس مدى تقدم المجتمع الأمريكي نحو تحقيق العدالة والمساواة. ومع اقتراب الانتخابات الحاسمة، تتزايد الحاجة إلى تعزيز هذه الجهود لضمان مشاركة جميع المواطنين، بغض النظر عن إعاقتهم، في العملية الديمقراطية.