غياب البعثة الليبية عن ملتقى مراكش: إشكال تأشيرات أم قصور في التنسيق؟

انطلقت فعاليات ملتقى مولاي الحسن للبارا ألعاب القوى - الجائزة الكبرى مراكش 2025 وسط أجواء احتفالية رائعة وحضور مميز من نخبة الأبطال البارالمبيين من مختلف أنحاء العالم. الحدث الذي يُعتبر محطة دولية هامة في رزنامة الاتحاد الدولي لرياضة البارا ألعاب القوى، شهد عروضًا رياضية مبهرة وتكريمًا لشركاء الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، كما كان فرصة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الرياضة البارالمبية.

غياب ممثلين عن ليبيا: تساؤلات مشروعة

ومع احتفالية هذا الحدث الرياضي، لوحظ غياب لاعبي وممثلي ليبيا عن المشاركة في هذا الملتقى، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الغياب. كانت هذه المشاركة فرصة كبيرة لرياضيين ليبيين للمنافسة في أحد أبرز بطولات الجائزة الكبرى، وهو ما يجعل هذا الغياب ملفًا يستحق التحقيق والتوضيح.



تصريحات البطل محمود رجب

في سياق هذه القضية، أعلن البطل البارالمبي الليبي محمود رجب، المتخصص في ألعاب القوى، عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم تمكنه من المشاركة في النسخة التاسعة من الملتقى الدولي للبارا ألعاب القوى – الجائزة الكبرى، الذي يُعقد في مدينة مراكش المغربية في الفترة من 24 إلى 26 أبريل 2025، وذلك بسبب عدم حصوله على تأشيرة السفر. وقال رجب في منشوره: "الأمور صعبة جدًا. لم أتمكن من المشاركة في ملتقى المغرب الدولي 9 لعدم حصولي على تأشيرة. لكنني مستمر".

وتأتي هذه التصريحات في وقت لم يتضح فيه بعد ما إذا كانت البعثة الليبية ستشارك في هذا الحدث الرياضي الدولي، وسط أنباء غير مؤكدة عن وجود صعوبات تتعلق بالحصول على التأشيرات. وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر اللجنة البارالمبية الليبية أي توضيح رسمي بشأن ظروف المشاركة أو غياب بعض الرياضيين.

هل السبب في تقصير من اللجنة البارالمبية الليبية؟

من الأسباب المحتملة التي قد تفسر غياب الرياضيين الليبيين هو وجود مشكلات داخلية تتعلق بالإجراءات الإدارية في اللجنة البارالمبية الليبية. قد يكون هناك سوء تنسيق بين اللجان المسؤولة عن تنظيم هذه المشاركات الدولية، أو تقصير في تقديم الوثائق اللازمة وتنسيق إجراءات السفر والتأشيرات مع الجهات المختصة. في هذه الحالة، يجب إجراء تحقيق داخلي داخل اللجنة البارالمبية الليبية لتوضيح المسؤولين عن هذا التقصير واتخاذ الخطوات المناسبة لتجنب تكرار مثل هذه المشكلة في المستقبل.

هل هناك مشكلة مع السلطات المغربية؟

من جانب آخر، قد يكون سبب غياب الرياضيين الليبيين مرتبطًا بمشاكل مع السلطات المغربية، مثل التأخير في إصدار التأشيرات أو رفضها تمامًا لأسباب غير واضحة. هذه المسألة تثير أيضًا تساؤلات حول الإجراءات السياسية أو الإدارية التي يمكن أن تؤثر على مشاركة الرياضيين من دول معينة في مثل هذه الفعاليات. ومن المهم هنا أن يتم فتح حوار رسمي مع السلطات المغربية لتوضيح سبب رفض التأشيرات، وإيجاد حل للمشاكل التي قد تعيق مشاركة الرياضيين الليبيين في البطولات القادمة.

يجب التحقيق في الموضوع:

في ضوء هذه الملابسات، يُعتبر من الضروري أن يُفتح تحقيق رسمي من قبل اللجنة البارالمبية الدولية لتحديد السبب الدقيق وراء غياب اللاعبين الليبيين عن هذا الحدث الدولي، خاصة وأن حرمانهم من المشاركة دون مبرر واضح يُعد سلوكًا قد يرقى إلى التمييز، وهو ما يتعارض مع المبادئ التي تنص عليها الحركة البارالمبية العالمية، والتي تؤكد في ميثاقها على محاربة جميع أشكال الإقصاء والتمييز. كما يجب على اللجنة البارالمبية الليبية اتخاذ خطوات رسمية ضد أي تهاون أو تقصير قد يكون حدث من جانبها في تسهيل الإجراءات للرياضيين.

وإذا كان سبب هذا الغياب يعود إلى مشكلات داخلية في اللجنة البارالمبية الليبية، فإن من واجبها مراجعة إجراءاتها الإدارية وتعزيز التنسيق مع الجهات الدولية المعنية. أما إذا كانت المشكلة تتعلق بمواقف سياسية أو تقاعس من السلطات المغربية، فعلى اللجنة البارالمبية الليبية إرسال احتجاج رسمي إلى اللجنة البارالمبية الدولية والجهات المختصة في المغرب لضمان عدم تكرار هذه المواقف مستقبلًا.

الحاجة للتوضيح والشفافية

إن غياب الرياضيين الليبيين عن حدث دولي بارز مثل هذا يُعتبر خسارة كبيرة ليس فقط للرياضيين ولكن أيضًا للرياضة البارالمبية في ليبيا. من الضروري أن يتم توضيح الأسباب الحقيقية لهذا الغياب بشفافية، والعمل على تصحيح أي خلل في المستقبل لضمان أن لا يُحرم اللاعبون الليبيون من الفرص الدولية التي تساهم في تطويرهم وتحقيق أحلامهم في رياضة البارالمبية.

 نأمل أن يتم حل هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن، وأن تستمر ليبيا في المشاركة الفاعلة في البطولات الرياضية الدولية، وتقدم الدعم اللازم لرياضييها لتحقيق الإنجازات العالمية في مجال رياضة البارالمبية.

أحدث أقدم

 

نموذج الاتصال