خرج مئات الأشخاص ذوي الإعاقة وحلفاؤهم إلى شوارع لندن أمس، احتجاجًا على التخفيضات القاسية في المزايا المالية التي أعلنتها حكومة حزب العمال، والتي تقدر بمليارات الجنيهات. وشهدت بوابات مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داونينغ ستريت مظاهرة ضخمة ضمت أكثر من 1000 شخص، حيث تعالت الهتافات المنددة بهذه التخفيضات، بينما ألقى ناشطون خطابات تعبر عن الغضب والإحباط والخوف من المستقبل. ووفقًا لموقع Disability News Service (DNS)، الذي يديره الصحفي من ذوي الاعاقة جون برينغ، فإن هذه الاحتجاجات تأتي في سياق تصاعد الغضب من السياسات الحكومية التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة.
احتجاجات في مختلف أنحاء بريطانيا
بالتزامن مع المظاهرة في لندن، شهدت مدن أخرى مثل نيوكاسل وكارديف ونورفولك احتجاجات مشابهة، حيث شارك العشرات في التعبير عن رفضهم لهذه السياسات التي تهدد معيشة آلاف الأشخاص ذوي الإعاقة.
الغضب من حزب العمال
عبر المتظاهرون عن صدمتهم من أن هذه السياسات تأتي من حكومة حزب العمال، حيث قالت كلير ويليامز، المحاضرة في كلية كينت للحقوق: "نشعر بالغضب والإحباط لأننا نرى هذه السياسات تُطبق من قبل حكومة كنا نأمل أن تكون أكثر إنصافًا."
من جانبها، عبرت آبي بالمر، من جنوب لندن، عن خوفها الشديد من هذه التخفيضات، مؤكدة أن "إعانة الاستقلال الشخصي (PIP) هي ما يسمح لي بالبقاء في العمل. كنت أعتقد أن حكومة العمال ستضع حدًا للهجوم على الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن الوضع ازداد سوءًا."
أما أليماني بانغورا، وهو لاجئ ذو إعاقة وعضو في منظمة حقوق الإنسان "رابار"، فقال: "أنا قلق للغاية بشأن هذه التخفيضات. لقد دعمت حزب العمال، لكنني لن أصوت لهم مرة أخرى."
التأثير المدمر على الأشخاص ذوي الإعاقة
يشعر العديد من المتظاهرين بالقلق من أن هذه التخفيضات ستؤدي إلى زيادة العقبات أمام العمل والعيش الكريم. جويل، أحد المستفيدين من إعانة PIP، قال: "هذه السياسات ستجعل من الصعب علينا دخول سوق العمل. الحكومة تعاملنا وكأننا كسالى، وهو أمر مهين وغير منطقي."
سوزي بانستر، مستخدمة كرسي متحرك من سري، أعربت عن قلقها قائلة: "هذه التخفيضات لا تؤثر فقط على الأفراد، بل على المجتمع ككل. الكثير منا لا يستطيع العمل بدوام كامل ولكننا نساهم في المجتمع من خلال العمل التطوعي."
ردود فعل قوية من الشخصيات العامة
شارك العديد من النشطاء والسياسيين في الاحتجاج، حيث قال النائب السابق لحزب العمال جون ماكدونيل: "هذه ليست تقشفًا على الأثرياء، بل تقشف على الفقراء والأشخاص ذوي الإعاقة. هذه المعركة ستُحسم في الشوارع من خلال الاحتجاجات."
أما الممثلة شيريللي هيوستن، فقالت: "هذه التخفيضات ستجعل العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة سجناء في منازلهم. مجتمعنا يشعر بالرعب من فقدان الحد الأدنى من الدعم الذي يعتمد عليه."
مواصلة النضال
ليندا بيرنب، المؤسسة المشاركة لمجموعة "Disabled People Against Cuts"، أكدت أن هذه الاحتجاجات مجرد بداية للمقاومة، قائلة: "على حزب العمال أن يشعر بالخزي من هذه التخفيضات التي ستدفع الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مزيد من الفقر والبؤس. لن نسمح لأنفسنا بأن نكون كبش فداء لسياسات التقشف بينما يظل الأثرياء بمنأى عن أي تخفيضات."
يبدو أن هذه المظاهرات هي بداية لحركة احتجاجية أوسع، حيث أكد المحتجون أنهم سيواصلون نضالهم حتى يتم التراجع عن هذه القرارات التي تهدد حياتهم وحقوقهم الأساسية