تواجه عملية بيع حقوق بث كأس العالم 2026 و2030 في ألمانيا تحديات كبيرة، خاصة مع زيادة حجم البطولة إلى 48 فريقًا و104 مباريات، مما يرفع التكاليف بشكل ملحوظ. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "Die Welt"، فإن حقوق البث لم تُمنح بعد لأي قناة في ألمانيا، وما زالت المناقشات جارية حول كيفية توزيع هذه الحقوق.
أشار يورك بولوس، رئيس قسم الرياضة في قناة ZDF، إلى أن تنظيم بطولة تضم 48 فريقًا في ثلاث دول (الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك) يجعل من الصعب على قناتين فقط في ألمانيا تحمل عبء البث بمفردهما. هذا يشير إلى احتمالية الحاجة إلى شراكات مع جهات بث أخرى لتغطية الحدث بشكل كامل.
من ناحية أخرى، قد تواجه القنوات الخاصة مثل RTL وDeutsche Telekom تحديات في تمويل حقوق البث، خاصة في ظل تراجع سوق الإعلانات. تجربة بطولة أوروبا 2024، حيث تم تقسيم حقوق البث بين عدة جهات، أظهرت تعقيدات في التنسيق وأثارت بعض الارتباك بين الجمهور.
على الرغم من هذه التحديات، تضمن الاتفاقيات الإعلامية في ألمانيا أن تبقى المباريات المهمة، مثل مباريات المنتخب الألماني والمباراة الافتتاحية ونصف النهائي والنهائي، متاحة للمشاهدين مجانًا. ومع دخول لاعبين جدد إلى السوق الإعلامي، مثل DAZN التي حصلت على حقوق كأس العالم للأندية، وNetflix التي حصلت على حقوق بث كأس العالم للسيدات في الولايات المتحدة، قد نشهد تغييرات في كيفية توزيع حقوق البث في المستقبل.
في هذا السياق، حققت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم 4.484 مليار يورو من بيع حقوق البث المحلية للفترة بين موسمي 2025/2026 و2028/2029، مما يشير إلى زيادة طفيفة بنسبة 2% مقارنة بالفترة السابقة. هذا النجاح يعكس قوة السوق الإعلامي الألماني، ولكنه يبرز أيضًا التحديات المالية التي قد تواجهها القنوات في تأمين حقوق بث بطولات كبرى مثل كأس العالم.
تاريخ حقوق بث كأس العالم في ألمانيا (1982-2022)
منذ عام 1982، كانت قناتا ARD وZDF هما الناقلتين الرئيسيتين لبطولات كأس العالم في ألمانيا. وخلال هذه الفترة، ارتفعت تكاليف حقوق البث بشكل ملحوظ. فيما يلي استعراض لكيفية تطور هذه الحقوق مع تقدير قيمتها بالدولار:
التحديات التي واجهت حقوق البث
على مر السنين، واجهت القنوات الألمانية عدة تحديات في تأمين حقوق بث كأس العالم، أبرزها:
زيادة التكاليف: مع توسع البطولة وزيادة عدد المباريات، ارتفعت تكاليف حقوق البث بشكل كبير. على سبيل المثال، قفزت التكلفة من 5 ملايين دولار في عام 1982 إلى 300 مليون دولار في عام 2022.
المنافسة مع القنوات الخاصة: دخلت قنوات خاصة مثل RTL وDeutsche Telekom السوق، مما زاد من حدة المنافسة على حقوق البث ورفع الأسعار.
تغيرات في سوق الإعلانات: شهد سوق الإعلانات تراجعًا في بعض الفترات، مما أثر على قدرة القنوات على تمويل حقوق البث الباهظة.
تجارب البث المشترك: في بعض البطولات، تم تقسيم حقوق البث بين عدة جهات، مما أدى إلى إرباك الجمهور وصعوبات في التنسيق .
مع اقتراب بطولتي كأس العالم 2026 و2030، تتجه القنوات الألمانية نحو البحث عن شراكات واستراتيجيات جديدة لتأمين حقوق البث. من المتوقع أن تشهد هذه الفترة دخول لاعبين جدد في السوق الإعلامي، مثل منصات البث الرقمي (Streaming)، مما سيغير من ديناميكيات حقوق البث التقليدية.
شهدت حقوق بث كأس العالم في ألمانيا تطورات كبيرة منذ عام 1982 وحتى 2022، مع تحديات مالية ومنافسة متزايدة. ومع التغيرات المستمرة في سوق الإعلام، ستظل هذه الحقوق محور اهتمام القنوات والمشاهدين على حد سواء في المستقبل.