من خلال الصورة، يظهر أحد الأمثلة الصارخة على الصعوبات التي يواجهها مستخدمو الكراسي المتحركة، العكازات، والعصي البيضاء عند محاولتهم الوصول إلى المرافق الأساسية مثل المصارف. منحدر كهذا - غير صالح للاستخدام تمامًا - يمثل خطرًا حقيقيًا بدلًا من أن يكون حلاً لتحقيق "إمكانية الوصول" التي يُفترض أن تكون حقًا من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
"رحلة الطيران": محاولة الوصول إلى المصرف
عند النظر إلى الصورة، يمكننا تشبيه محاولة الصعود على هذا المنحدر كما وصفها الناشط الحقوقي سيد عبدالرؤوف شنب في منشوره على الفيسبوك "بوضع الطيران" ✈️. هذا المصطلح ليس مجازيًا فقط، بل يعكس تجربة صادمة وخطرة؛ حيث يجد مستخدمو الكراسي المتحركة أنفسهم أمام منحدر لا يتناسب مع معايير السلامة:
- الارتفاع الحاد للمنحدر: يجعل الصعود عليه شبه مستحيل بدون مساعدة.
- سطح الأرضية الرخامي: سطح زلق يشكل تهديدًا كبيرًا، خاصة في ظروف الطقس الماطر.
- النهاية الترابية: الرمال والحصى قبل بداية المنحدر تعرقل وصول المستخدمين حتى قبل أن يواجهوا تحدي الصعود.
- الدرابزين غير المكتمل: حتى من يعتمد على العكازات أو العصي البيضاء لن يجد وسائل أمان تساعده على الاستناد أو الحفاظ على توازنه.
من قام بتنفيذ هذا المنحدر كان بعيدًا كل البعد عن التفكير بمن سيستخدمه. بل إن فكرة إعطائه كرسيًا متحركًا ودعوته لتجربة الصعود ستكشف له حجم المعاناة الحقيقية.
المشكلة أكبر من مجرد تصميم سيء
هذا المنحدر وغيره يعكس خللًا جذريًا في فهم البيئة المحيطة بالأشخاص ذوي الإعاقة. المشكلة ليست في الأشخاص أنفسهم، بل في عدم توفير حلول سليمة وآمنة لهم. مقولة "الإعاقة في البيئة المحيطة وليست في الأشخاص" تنطبق تمامًا هنا.
التوصيات العملية: نحو بيئة أكثر شمولية
معايير التصميم العالمية:
ضرورة الالتزام بمعايير المنحدرات الدولية، مثل الميل المناسب (1:12) والأرضيات غير الزلقة.
التدريب والتجربة:
إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم في تقييم المنحدرات والمرافق العامة لضمان صلاحيتها.
التوعية:
نشر الوعي بين المهندسين والجهات المنفذة بأهمية التصميم الشامل الذي يخدم الجميع.
المحاسبة:
إلزام المؤسسات، مثل المصارف، بتحمل مسؤولية توفير مداخل ومخارج آمنة لجميع العملاء.
الصورة الملتقطة أمام مصرف الجمهورية فرع 20 رمضان ليست مجرد "خطأ تصميمي"، بل هي انعكاس لغياب مفهوم الوصول الشامل. الأشخاص ذوو الإعاقة لا يحتاجون إلى عبارات التعاطف، بل إلى بيئة تدعمهم وتمكّنهم من ممارسة حياتهم اليومية بكرامة وأمان.