من خلال مدونتي وفي قسم شاهدت، أتحدث اليوم عن فيلم لبناني لافت "بيروت الغربيةWest Beirut" للمخرج اللبناني زياد دويري، إنتاج عام 1998. يعتبر الفيلم واحدًا من الأعمال السينمائية القوية التي تُجسد أجواء الحرب الأهلية اللبنانية وما خلفته من انقسامات مجتمعية وصراعات داخلية. يبدأ الفيلم عند اندلاع الحرب الأهلية التي قسّمت العاصمة بيروت إلى بيروت الغربية، التي يسكنها المسلمون، وبيروت الشرقية، التي يسكنها المسيحيون. ويعكس العمل بوضوح مدى تعقيد الحياة اليومية في ظل هذه الظروف.
عند مشاهدة الفيلم، يمكننا ملاحظة التشابه الكبير بين الوضع الذي عاشه اللبنانيون خلال الحرب الأهلية وبين ما عاشه الليبيون في فترات الصراع الداخلي. فوضى الميليشيات هي أبرز نقاط التشابه، حيث تفرض الجماعات المسلحة سلطتها دون حسيب أو رقيب، ما يضع المواطن البسيط في موقف صعب بين مطرقة العنف وسندان الانقسام. ومع ذلك، لا يمكن إغفال وجود اختلاف بين المجتمع اللبناني والمجتمع الليبي في التركيبة الثقافية والاجتماعية، وهو ما يجعل لكل تجربة خصوصيتها.
المشهد الأقوى في الفيلم
من بين أقوى المشاهد التي تجسد فوضى الميليشيات في فيلم "بيروت الغربية" هو المشهد الذي يظهر فيه أحد أفراد الميليشيا، كما في الصورة، وهو يُخاطب أحد الأشخاص قائلًا: إذا كانت هذه هي طريقتكم في الحماية.... في هذا المشهد، نرى كيف يتسم أفراد الميليشيات بالعنف والعدائية، بينما يدّعون أنهم يحمون الشعب، وهو تناقض صارخ يعبر عن حالة الفوضى وانهيار الدولة. يُعبر هذا المشهد عن غياب القانون وسطوة السلاح، وهو الأمر الذي يتكرر في الكثير من البلدان التي تمر بأزمات مشابهة، بما فيها ليبيا. ورغم اختلاف التركيبة الاجتماعية والثقافية بين المجتمع الليبي واللبناني، إلا أن الميليشيات، بغض النظر عن الزمان والمكان، تتشابه في فرض سطوتها وسلب حقوق المواطنين بالقوة.
لكن دون حرق للأحداث، الفيلم يقدم الكثير من المشاهد المؤثرة الأخرى التي تسلط الضوء على المعاناة الإنسانية وتفاصيل الحياة اليومية في زمن الحرب.
المخرج وزمن الإصدار
زياد دويري، المخرج اللبناني، قدّم من خلال فيلم "بيروت الغربية" صورة واقعية لحياة الشباب والعائلات أثناء الحرب. صدر الفيلم عام 1998 ولاقى إشادة واسعة، خاصة في قدرته على تصوير الأحداث من منظور إنساني دون الانحياز لطرف دون آخر. الفيلم، رغم تركيزه على الحرب اللبنانية، يحمل رسائل عالمية حول عبثية الحروب وتأثيرها على المجتمع.
يُظهر فيلم "بيروت الغربية" مدى التشابه بين الأوضاع التي عاشها اللبنانيون في السبعينات وما يمر به الليبيون في الفترات الصعبة. تظل الحروب الأهلية بكل فصولها منقسمة بين فوضى السلاح وغياب الدولة، بينما يدفع المواطن العادي الثمن الأكبر. ومع ذلك، يبقى لكل مجتمع خصوصيته وتاريخه الذي يميزه عن الآخر.
الفيلم كامل 👇