يمكنك استماع الى تدوينة من هنا👇↓⤥
يُحتفل باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة سنويًا في الثالث من ديسمبر لتسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهمية مشاركتهم في بناء مجتمعات أكثر شمولًا واستدامة. يأتي شعار هذا العام: "تعزيز القيادة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل مستقبل شامل ومستدام" ليؤكد الدور الحيوي الذي يلعبه الأشخاص ذوو الإعاقة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
أهمية القيادة للأشخاص ذوي الإعاقة
يشدد موضوع هذا العام على أهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من قيادة عمليات صنع القرار التي تؤثر في حياتهم، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. يرتبط ذلك بتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي تُبرز المساواة والشمولية. كما يرتبط بمبادرات الأمم المتحدة مثل ميثاق المستقبل والقمة العالمية للتنمية الاجتماعية المقرر عقدها في عام 2025.
أبرز الأهداف والدعوة إلى العمل
تتمحور الأهداف الأساسية للاحتفال بهذا اليوم حول:
- تعزيز القيادة للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مجالات الحياة.
- ضمان إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة نواحي المجتمع.
- تعزيز المشاركة في صنع القرار على جميع المستويات.
- التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومناهضة الصور النمطية السلبية.
- الاحتفاء بإنجازات الأشخاص ذوي الإعاقة ودورهم في التنمية.
أمثلة رائدة: دولة نيوزيلندا
نيوزيلندا تعتبر نموذجًا عالميًا في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع. الحكومة النيوزيلندية تُطبق استراتيجيات شاملة تتماشى مع "اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، وتشمل المبادئ الأساسية مثل الكرامة والاستقلال والمساواة وعدم التمييز. تتميز بإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات اتخاذ القرار التي تؤثر عليهم مباشرة لضمان تلبية احتياجاتهم بشكل فعّال.
تم تطوير "خطة العمل لذوي الإعاقة" و"استراتيجية الإعاقة الوطنية" لتعزيز التمكين من خلال دمجهم في التعليم، التوظيف، والخدمات المجتمعية، مع التركيز على إزالة الحواجز وتحقيق المساواة في الفرص. أيضًا، تُراعي الاستراتيجيات الخصوصية الثقافية للماوري (السكان الأصليين) وتعمل على تحقيق التوازن بين الخدمات العامة والخدمات المصممة خصيصًا لهم
جهود الأمم المتحدة
لعبت الأمم المتحدة دورًا رياديًا في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال إطلاق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2006، التي تُعتبر مرجعًا دوليًا لحماية حقوقهم. كما نظمت فعاليات دولية لتعزيز الوعي وإشراك الحكومات والمجتمعات المحلية في دعم قضايا الإعاقة.
تعزيز الوعي وتغيير المصطلحات
تُعد المصطلحات المستخدمة للإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة جزءًا أساسيًا من بناء الوعي. يجب استخدام مصطلحات تحترم الكرامة الإنسانية وتُبرز الحواجز التي يواجهها الأشخاص بدلاً من التركيز على إعاقتهم. لذلك، يوصى باستخدام تعابير مثل "الأشخاص ذوي الإعاقة" التي تضع الإنسان أولاً.
تُعتبر المصطلحات المستخدمة للإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة جزءًا من بناء الوعي المجتمعي وتشجيع الاحترام والمساواة. بعض المصطلحات الشائعة تشمل "ذوي الاحتياجات الخاصة" و"أصحاب الهمم"، إلا أنها قد تكون محل جدل، حيث يُنظر إليها أحيانًا على أنها تركز على العجز بدلاً من الإمكانيات. يُعد مصطلح"الأشخاص ذوي الإعاقة" الأكثر قبولًا دوليًا (وفقًا لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة) من المهم اختيار المصطلحات بعناية، بما يتماشى مع مبدأ احترام الكرامة الإنسانية وتقديم الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء مكمل وفعال من المجتمع.
دعوة إلى المستقبل
لتحقيق مستقبل شامل ومستدام، يتطلب الأمر التزامًا عالميًا يُعزز من قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات. ومن المهم أن تستمر الجهود الدولية والمحلية في مواجهة التحديات والتمييز وتعزيز التشريعات التي تحمي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
يُعتبر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة للاحتفاء بالتقدم المحرز وتأكيد الحاجة إلى العمل المشترك لضمان تحقيق المساواة والشمولية للجميع.