نظمَّت لجنة تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في اليونيسف ليبيا، حسب منشورها على الفيسبوك مؤخرًا، اجتماعًا لمدة يومين شاركت فيه 25 منظمة لأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف مناطق ليبيا. كان هذا الاجتماع فرصة هامة للنقاش والتعاون بين الجهات المختلفة، حيث تم التركيز على فهم برامج اليونيسف والمبادرات الشاملة لأطفال ذوي الإعاقة. ورغم أهمية هذا الاجتماع، إلا أنه لم يخلُ من بعض النقائص التي يجب التنبه إليها لتحسين مثل هذه الفعاليات في المستقبل.
من الإيجابيات التي يمكن ذكرها، التفاعل والتعاون بين المنظمات المختلفة التي أتيح لها فرصة تقديم ملاحظاتها وتوصياتها بشأن تحسين اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج اليونيسف. هذا النوع من التفاعل مهم جدًا لتطوير البرامج وتلبية الاحتياجات الفعلية للمستفيدين. كما كان من الجيد مناقشة أهمية الوعي بالتغير المناخي وكيفية تعزيز المبادرات المتعلقة به والتي تشمل الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يعكس وعياً متقدماً بأهمية شمولية البيئة والتنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، ساعد الاجتماع في تحديد أوجه التعاون بين اليونيسف ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بتلبية احتياجات وحقوق الأطفال ذوي الإعاقة، وهو تعاون ضروري لضمان تقديم الدعم المناسب لهؤلاء الأطفال
ولكن، هناك عدة نقائص يجب معالجتها لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من مثل هذه الاجتماعات. من بين هذه النقائص غياب التفاصيل التنفيذية، فرغم الحديث عن البرامج والمبادرات، لم يوضح النص أي تفاصيل حول الخطط التنفيذية أو الجداول الزمنية لتحقيق التوصيات التي قدمتها المنظمات. من الضروري وجود خطة عمل واضحة تضمن متابعة تنفيذ التوصيات والاقتراحات المقدمة. كما أن النص لم يذكر أي تفاصيل عن مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة أنفسهم أو أسرهم في هذا الاجتماع. مشاركة المستفيدين المباشرين أمر حيوي لضمان أن البرامج تلبي احتياجاتهم الفعلية. علاوة على ذلك، لم يشر النص إلى أي آلية لتقييم فعالية الاجتماع أو متابعة تنفيذ المخرجات، وهو ما يتطلب تطوير آليات لتقييم فعالية الاجتماعات وبرامج المتابعة لضمان تنفيذ التوصيات وتحقيق الأهداف. وأخيرًا، لم يتم التطرق إلى كيفية معالجة التحديات المتعلقة بالتنوع الجغرافي والثقافي بين مناطق ليبيا المختلفة، مما يستوجب أخذ هذه التحديات في الاعتبار لضمان شمولية البرامج والمبادرات المقدمة.
من الضروري تطوير خطة عمل تفصيلية تشمل جداول زمنية محددة ومسؤوليات واضحة لضمان تنفيذ التوصيات المقدمة، وزيادة الشمولية عبر إشراك الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم بشكل مباشر في الاجتماعات والقرارات المتعلقة بهم لضمان تلبية احتياجاتهم الفعلية. كما يجب تطوير آليات لتقييم فعالية الاجتماعات وبرامج المتابعة لضمان تنفيذ التوصيات وتحقيق الأهداف. وأخيرًا، يجب تصميم البرامج والمبادرات بحيث تأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي والثقافي لمختلف مناطق ليبيا لضمان شمولية وتأثير أكبر.
إن تنظيم هذا الاجتماع يمثل خطوة هامة نحو تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا، لكن من الضروري معالجة النقائص المذكورة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتحسين فعالية مثل هذه الفعاليات في المستقبل. من خلال وضع خطط تنفيذية واضحة، وزيادة الشمولية، وتطوير آليات التقييم والمتابعة، يمكن تحسين النتائج وتعزيز التعاون بين المنظمات المختلفة.