دوري السداسي في تورينو: عندما تصبح الرياضة ترفًا على حساب احتياجات الليبيين



 في الوقت الذي تعاني فيه ليبيا من أزمات اقتصادية حادة وتحديات اجتماعية كبيرة، يأتي قرار الحكومة بتنظيم دوري السداسي لكرة القدم في مدينة تورينو الإيطالية ليثير العديد من التساؤلات حول أولوية استخدام الموارد المالية. هذا القرار يمثل إهدارًا واضحًا للمال العام ويعكس افتقارًا للمسؤولية في التعامل مع ميزانية الدولة.

بدلًا من توجيه الأموال لتحسين البنية التحتية المحلية ودعم الأندية الرياضية الوطنية، اختارت الحكومة إنفاق مبالغ ضخمة على تنظيم حدث رياضي في الخارج. هذا التصرف يعكس تجاهلًا واضحًا للأولويات الوطنية وعدم مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون. في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا إلى كل قرش لتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، فإن إنفاق الأموال على أحداث خارجية يمثل قرارًا غير مدروس ويجب إعادة النظر فيه.

الأندية الرياضية الوطنية تعاني من نقص الدعم والتمويل، مما يؤثر سلبًا على مستوى الرياضة في البلاد. بدلاً من تقديم الدعم اللازم لهذه الأندية وتطوير البنية التحتية الرياضية المحلية، اختارت الحكومة إهمال هذه الاحتياجات الأساسية. وهذا يعكس افتقارًا للتخطيط والرؤية الإستراتيجية في التعامل مع الموارد المتاحة.

إضافة إلى ذلك، يبرز هذا القرار تجاهل الحكومة لفئة ذوي الإعاقة في المجتمع. الرياضة لذوي الإعاقة تحتاج إلى دعم خاص لتوفير المعدات والتجهيزات المناسبة وتطوير برامج تدريبية مخصصة. في الوقت الذي تُهدر فيه الأموال على فعاليات خارجية، فإن فئة ذوي الإعاقة تعاني من نقص الدعم اللازم لتطوير مهاراتهم الرياضية والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية. بسبب هذه الإهمال، لم يتمكن أي لاعب ليبي من التأهل للألعاب البارالمبية القادمة في باريس، مما يعكس فشل الحكومة في دعم وتطوير هذه الفئة الهامة من الرياضيين.

على الحكومة أن تضع مصلحة الشعب وتحسين الظروف المعيشية في المقام الأول. يجب إعادة النظر في القرارات التي لا تخدم المصلحة العامة وتوجيه الموارد نحو تحسين البنية التحتية المحلية ودعم الأندية الرياضية الوطنية، بما في ذلك تلك التي تدعم ذوي الإعاقة. إن توجيه الموارد بشكل صحيح يعكس التزام الحكومة بمسؤولياتها تجاه المواطنين ويساهم في بناء مستقبل أفضل للبلاد.

في النهاية، لا يمكن تحقيق التقدم الرياضي الحقيقي في ليبيا دون دعم شامل ومتكامل للرياضة الوطنية بكافة فئاتها. إن تهميش الرياضة لذوي الإعاقة وإهدار المال العام في فعاليات خارجية يعكس قصورًا في الرؤية ويجب تصحيحه على الفور. على الحكومة أن تتبنى سياسات تعزز من التنمية الرياضية المحلية وتوفر الدعم اللازم لكافة الرياضيين، بما في ذلك ذوي الإعاقة، لتحقيق التقدم والازدهار في هذا المجال الحيوي.



إرسال تعليق

أحدث أقدم