تتميز السويد بمنظومة تشريعية متطورة تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير بيئة دامجة تمكنهم من المشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع. وتتجلى هذه الجهود في توفير وسائل الدعم المتنوعة، بدءًا من تسهيلات الوصول المادي والمعماري، وصولًا إلى توفير التكنولوجيا المساعدة وخدمات الترجمة الفورية بلغة الإشارة.
تمكين من خلال الدعم الفردي
تولي السويد اهتمامًا كبيرًا بتوفير الدعم الفردي للأشخاص ذوي الإعاقة، لتمكينهم من العيش باستقلالية وكرامة. ويتمثل هذا الدعم في توفير المساعدات الشخصية، مثل المرافقين لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في التنقل والقيام بالأنشطة اليومية، والأجهزة المساعدة التي تسهل عليهم التواصل والتفاعل مع المجتمع. كما يشمل الدعم الفردي تقديم المشورة والتوجيه للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم، لمساعدتهم على فهم حقوقهم والوصول إلى الخدمات المتاحة
ويمكن أن يشمل الدعم الفردي أيضًا الحصول على مساعدات مالية لتغطية تكاليف الرعاية الصحية والأدوية، بالإضافة إلى المساعدة في تعديل المنزل أو مكان العمل لتلبية احتياجات الشخص ذي الإعاقة.
قانون LSS: ضمان لحياة كريمة
يعتبر قانون الدعم والخدمة لبعض الأشخاص ذوي الإعاقة (LSS) حجر الزاوية في منظومة حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في السويد. ويضمن هذا القانون للأشخاص ذوي الإعاقة الحصول على الدعم اللازم للعيش حياة مستقلة ومنتجة، من خلال توفير الخدمات السكنية الملائمة، والمساعدة الشخصية في الأنشطة اليومية، والرعاية الصحية المتخصصة. ويتميز قانون LSS بأنه يمنح الأشخاص ذوي الإعاقة الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بخدمات الدعم التي يتلقونها، مما يعزز من استقلاليتهم ويضمن تلبية احتياجاتهم الفردية.
ينص القانون على أن لك الحق في تلقي الدعم والخدمة في حياتك اليومية حتى تتمكن من العيش مثل أي شخص آخر. حيث يمكن أن تكون مساعدة في الاستشارة والمرافقة. كما يمكن أن تكون أيضًا من خلال تمكينك من الإقامة في منزل متكيف مع احتياجاتك. ويمكنك أيضًا الحصول على مساعدة شخصية لمساعدتك في الطهي أو ارتداء الملابس أو العناية بنظافتك.
تمكين في سوق العمل
تتبنى السويد سياسات تشجع على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، من خلال برامج تدريبية متخصصة، وتوفير مستشارين للتوظيف، وتقديم حوافز لأصحاب العمل لتوظيفهم. وتعمل هذه السياسات على تعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم.
تعليم شامل
في مجال التعليم، تضمن السويد حصول الطلاب ذوي الإعاقة على تعليم جيد ومنصف، من خلال توفير الدعم اللازم لهم في المدارس والجامعات، وتكييف المناهج الدراسية لتلبية احتياجاتهم الفردية. كما تشجع السويد على دمج الطلاب ذوي الإعاقة في الفصول الدراسية العادية، لتعزيز التفاعل الاجتماعي وتنمية مهاراتهم.
مكافحة التمييز
تعتبر مكافحة التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة من أولويات السويد، حيث تحظر القوانين أي شكل من أشكال التمييز، سواء في الحصول على الخدمات العامة أو في الأماكن العامة. وتعمل الحكومة على رفع الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيع المجتمع على تبني مواقف إيجابية تجاههم.
تحديات وآفاق مستقبلية
على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته السويد، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجهها في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل كامل. وتشمل هذه التحديات ضمان إمكانية الوصول الشامل لجميع المرافق والخدمات، وتغيير المواقف السلبية والصور النمطية المرتبطة بالإعاقة.
وتعمل السويد على مواجهة هذه التحديات من خلال تطوير استراتيجيات وطنية شاملة، تهدف إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم في جميع مجالات الحياة. وتسعى السويد إلى أن تكون رائدة عالميًا في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال تبني أفضل الممارسات وتطوير حلول مبتكرة.