في عام 2015، أذهلت الممثلة القديرة ماجي سميث الجمهور بأدائها المتميز في فيلم "السيدة في الشاحنة"، وهو فيلم درامي كوميدي مقتبس من مذكرات الكاتب المسرحي البريطاني آلان بينيت. تستند أحداث الفيلم إلى قصة حقيقية عاشها بينيت مع امرأة مسنة غامضة تدعى ماري شيبرد، حيث سمح لها بالإقامة مؤقتًا في مدخل حديقة منزله، فما كان منها إلا أن مكثت هناك لمدة 15 عامًا.
نال الفيلم جائزة أفضل ممثلة لبريطانيا في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلامBAFTA لعام 2016 عن أداء ماجي سميث. كما تم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم بريطاني مستقل في حفل توزيع جوائزمهرجان لندن السينمائي BFI London Film Festival لعام 2015.
يُفتتح الفيلم بمشهد وصول شاحنة متهالكة تقودها امرأة عجوز إلى منزل بينيت في شمال لندن. تُعرف هذه المرأة باسم ماري شيبرد، وهي سيدة منعزلة عن العالم تعيش حياة غريبة داخل شاحنتها. على الرغم من تحفظاته الأولية، يوافق بينيت على السماح لماري بالبقاء في مدخل حديقته مؤقتًا، معتقدًا أنها ستغادر بعد بضعة أيام.
مع مرور الوقت، تنشأ علاقة غير متوقعة بين بينيت وماري. يكتشف بينيت أن ماري امرأة ذكية وذات روح مرحة، على الرغم من سلوكياتها الغريبة. كما يبدأ بمعرفة المزيد عن ماضيها المأساوي، مما يساعده على فهم سلوكها بشكل أفضل.
يواجه بينيت العديد من التحديات في التعامل مع ماري، حيث تتسبب سلوكياتها الغريبة في إزعاج جيرانه وتعطيل حياته اليومية. ومع ذلك، يظل ملتزمًا بمساعدتها ورعايتها، مدفوعًا بشعوره بالتعاطف والمسؤولية.
تتخلل أحداث الفيلم مشاهد كوميدية ودرامية تُظهر العلاقة المعقدة بين بينيت وماري. يقدم الفيلم نظرة ثاقبة على طبيعة العلاقات الإنسانية، ويُسلط الضوء على أهمية التسامح والتفاهم.
تميز الفيلم بأداء استثنائي من قبل ماجي سميث التي نجحت في تجسيد دور ماري شيبرد بكل تعقيداته وأبعادها. فقد أبدعت سميث في نقل مشاعر ماري المعقدة وسلوكياتها الغريبة بشكل مقنع، تاركةً انطباعًا عميقًا لدى المشاهدين. كما قدم أليكس جينينغز أداءً رائعًا في دور آلان بينيت، حيث جسّد صراعاته الداخلية وتطور مشاعره تجاه ماري ببراعة.
بشكل عام، يُعد "السيدة في الشاحنة" فيلمًا مؤثرًا ورائعًا يُقدم قصة إنسانية فريدة من نوعها.
نُوصي بشدة بمشاهدة هذا الفيلم لجميع محبي الأفلام الدرامية والكوميدية، ولأولئك الذين يهتمون بقضايا الصحة العقلية والتشرد.
.gif)