في صباح اعتيادي من مارس 2014، وبينما كنت أتصفح هاتفي المحمول للاطلاع على الإشعارات اليومية من فيسبوك، إنستغرام وتويتر، شدّ انتباهي إشعار غريب على تويتر. في البداية، اعتقدت أنه مجرد رسالة مزعجة ضمن زحام التنبيهات، لكن تزامن ظهوره مع مكالمات فائتة من رقم مجهول دفعني للربط بين الأمرين.
بعد قليل من البحث، اتضح أن مصدر الإشعار والمكالمات كانت الصحفية والمذيعة الأسترالية ترايسي هولمز (Tracey Holmes)، إحدى الوجوه المعروفة في إذاعة ABC Radio Sydney، التابعة لمؤسسة Australian Broadcasting Corporation، وهي هيئة إعلامية حكومية بارزة في أستراليا.
ما أثار فضولي ودهشتي هو كيف وصلت هذه المذيعة إليّ، رغم أنني لم أتواصل مع وسائل إعلام دولية من قبل. الإجابة كانت في نشاطي عبر منصة تويتر، وبالتحديد من خلال الجريدة الإلكترونية اليومية التي أشرفت على إنشائها:
The #Janzour Daily – From #Libya،
وهي جريدة إلكترونية تُحدّث تلقائيًا اعتمادًا على وسوم (هاشتاقات) معينة مثل #ليبيا و**#Janzour**، وتعرض تغريدات من مصادر مختلفة تتناول الأخبار الليبية.
من خلال هذه الجريدة، اطلعت ترايسي على نشاطي الرقمي، وقررت التواصل معي لإجراء لقاء إذاعي حول الأوضاع في ليبيا. كان الحوار صوتيًا، وتركزت الأسئلة حول التطورات السياسية في ذلك الوقت، بما في ذلك أزمة ناقلة النفط، وإقالة رئيس الوزراء الليبي آنذاك، علي زيدان.
ما فاجأني أكثر أن هولمز كانت تملك معلومات دقيقة عن خلفيتي، بما في ذلك علاقتي باللجنة البارالمبية الليبية، وهو ما شكل محورًا من محاور الحوار.
رغم أن لغتي الإنجليزية لم تكن في أفضل حالاتها، فإنني تمكنت من التعبير عن آرائي بوضوح، واستطعت أن أوصل وجهة نظر مواطن ليبي يعيش داخل البلاد، في وقت كانت فيه وسائل الإعلام الدولية تلهث خلف أخبار ليبيا من الخارج فقط.
هذه التجربة فتحت عينيّ على قدرة وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، على ربط الأفراد بوسائل الإعلام العالمية، حتى دون أي تخطيط مسبق. كما أكدت لي أهمية الحضور الرقمي في إيصال الصوت الليبي إلى العالم، خاصة في ظل نقص التمثيل الإعلامي الحقيقي للقضايا المحلية في وسائل الإعلام الدولية.
One man doing great work finding support for #specialolympics & #Paralympics in #Libya : @absily Abdusalam Shlebak #champion
— Tracey Holmes (@TraceyLeeHolmes) March 12, 2014