من الوعود إلى التمكين: التزام ليبي متجدد في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة

 


التاريخ: 3 ديسمبر 2025 – ليبيا

في هذا اليوم العالمي، نجدد في ليبيا عهدنا الأخلاقي والوطني بتأسيس مجتمع عادل ودامج؛ مجتمع لا يرى في الحقوق شعارات، بل ممارسات يومية تضمن المساواة الكاملة لجميع مواطنيه.

نقف اليوم أمام مسؤولية وطنية تحتمها الأرقام والواقع: تشير التقديرات الدولية إلى أن أكثر من 6% من الليبيين هم من الأشخاص ذوي الإعاقة، وهو رقم يظل تقديرياً وغير دقيق لغياب الإحصاءات الوطنية الموثوقة التي يُعتمد عليها. ورغم ذلك، لا تزال فجوة الخدمات، والإتاحة المكانية، والدمج التعليمي والمهني، واسعة بشكل لا يليق بكرامة المواطن الليبي. فما زالت مؤسساتنا تعاني شح الموارد ونقص الكوادر، بينما تنتظر تشريعاتنا الوطنية تفعيلاً حقيقياً على أرض الواقع.

إننا اليوم لا نحتفي فقط، بل نُعظّم صمود كل ليبي وليبية تجاوزوا تحديات الإعاقة ليصنعوا منها قصص نجاح وإلهام. كما نتوجه بالتحية والتقدير للأسر الصابرة التي تحملت المسؤولية، وللجنود المجهولين في قطاعات التعليم والصحة والعمل التطوعي في كل ربوع ليبيا، من طرابلس وبنغازي، وصولاً إلى غات والكفرة.

ليكن الثالث من ديسمبر 2025 نقطة تحول حقيقية. ومع اقتراب هذا الموعد، نؤكد نحن الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا رفضنا القاطع لأي صرف من المال العام - سواء من مخصصات الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي أو وزارة الشؤون الاجتماعية أو أي جهات رسمية أخرى بالدولة - على فعاليات شكلية لا تقدّم أي فائدة حقيقية لنا، ولا تعالج أولوياتنا ولا احتياجاتنا الأساسية. فالدمج ليس لافتة تُرفع في المؤتمرات، بل هو رصيف مُمهد، ومدرسة مُجهزة، وفرصة عمل عادلة.

دعوتنا اليوم صريحة: لننتقل من حيّز الأقوال إلى ساحة الأفعال، ولنعمل سوياً لبناء ليبيا التي تتسع للجميع، بلا استثناء.

أحدث أقدم

 

نموذج الاتصال