مايكل باتريك ثورنتون: نجم برودواي الاستثنائي الذي يعيد تعريف التمثيل في المسرح

 


في قسم الشخصيات من مدونتي، أقدّم دائماً شخصيات من ذوي الإعاقة الذين ألهمونا بقدرتهم على الإبداع والتميز رغم التحديات. واليوم، أعرّفكم بمايكل باتريك ثورنتون، شخصية مبدعة في عالم المسرح وأحد نجوم برودواي الذين أعادوا تعريف التمثيل. قصته تثبت أن الموهبة والتفاني هما المعيار الحقيقي للنجاح، وأن الإبداع لا يعرف حدوداً جسدية.

النشأة والحياة المبكرة

وُلد ثورنتون في حي جيفرسون بارك بشيكاغو، وتخرج من مدرسة سانت باتريك الثانوية. منذ طفولته، حلم بالعمل في مجال الترفيه، وكان يتدرب على خطابات قبول الجوائز وهو في سن التاسعة، موجهًا شكره للوالدين وأصدقائه "المشاهير" مثل جاك نيكولسون.

درس في مدرسة ستيبنوولف وبرنامج ذا سيكند سيتي، وتلقى تدريباً على الإخراج والارتجال في آي أو وأنويانس. قبل إصابته، كان يعمل بدوام جزئي في المطار، يساعد المسافرين باستخدام الكراسي المتحركة للوصول إلى بوابات الطيران.


التحدي الصحي والتحول الجذري

في عام 2003، أصيب بسكتتين دماغيتين في النخاع الشوكي، ما أدى إلى شلل جزئي ثم كامل. حتى في الغيبوبة، كان شغفه بالتمثيل الدافع الأساسي للتعافي واستعادة جزء من قدراته الجسدية تدريجياً.

رحلة التعافي والعودة للمسرح

بدأ التأهيل في معهد إعادة التأهيل بشيكاغو، حيث تعلم التنفس والكلام من جديد باستخدام سوناتات ومونولوجات شكسبير. استلهم القوة من الأطفال المرضى الآخرين في المركز، مشيراً إلى أنهم "أنقذوا حياتي".

بعد أشهر من العلاج المكثف، تمكن من إخراج مسرحية في مسرح الهدية الذي شارك في تأسيسه، واستعاد تدريجياً استخدام ذراعه اليمنى و70% من ذراعه ويده اليسرى، وأصبح يستطيع الوقوف والمشي ببطء باستخدام المشاية، مع حفاظه على الكرسي المتحرك كخيار أساسي.

الإنجازات المسرحية والتلفزيونية

برودواي:

ظهر لأول مرة على خشبة برودواي في مسرحية "ماكبث" عام 2022، وشارك في 2023 في إحياء "بيت الدمية" مع النجمة جيسيكا تشاستين، وفاز بجائزة جو أ. كالاوي لأفضل أداء في مسرحية كلاسيكية. حالياً، يؤدي دور "لاكي" في "في انتظار جودو" إلى جانب كيانو ريفز وأليكس وينتر.

التلفزيون والسينما:

اشتهر بدور الدكتور جابرييل فايف في مسلسل "بريفت براكتيس"، إضافة لأدواره في "أوي" (Netflix)، "ذا جود دكتور"، "61st Street"، و"إن سي آي إس"، وأفلام مثل "ذا ديليما" و"ذا فيو فروم تال".

الابتكارات التكنولوجية في المسرح

في 2016، أصبح أول ممثل يؤدي على المسرح مرتدياً هيكلاً خارجياً روبوتياً ("ريووك") في مسرحية "ريتشارد الثالث"، ما أتاح له الوقوف والمشي على خشبة المسرح وقدم أداءً فنياً يضيف عمقاً للشخصية.

الأعمال الإخراجية والكتابة

شارك في تأسيس مسرح الهدية وعمل كمدير فني لعشرين عاماً، أخرج عشرات الإنتاجات، وعمل كمساعد مخرج في "أوغست: أوسيدج كاونتي". كتب مسرحيات وروايات وشارك في ورش مسرحية في نيويورك وشيكاغو.

الجوائز والتقديرات

  • جائزة جوزيف جيفرسون 2006 للأداء المنفرد في "اللص الطيب".
  • جائزة جو أ. كالاوي 2023 عن "بيت الدمية".
  • جوائز 3آرتس للفنانين، وجوائز أخرى محلية ودولية للأداء المتميز
  • التأثير الاجتماعي والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة

يسعى ثورنتون لتقديم شخصيات إنسانية متكاملة بعيداً عن تصوير الإعاقة كمركز الحبكة، ويعزز إمكانية الوصول في المسرح، كما يشارك في توجيه وتعليم الجيل القادم من الفنانين.

مايكل باتريك ثورنتون ليس مجرد ممثل ناجح، بل رائد يعيد تعريف ما يمكن أن يحققه الفنانون ذوو الإعاقة. من خلال ابتكاراته وأدواره المسرحية والتلفزيونية، يرسل رسالة قوية: الموهبة والتفاني هما معيار النجاح، وليس القدرات الجسدية. بروح الدعابة التي تميزه، يذكّرنا بأن "المشي أمر غبي"، وأن القوة الحقيقية تكمن في الإلهام وإعادة تعريف معايير المجتمع للإنجاز.

أحدث أقدم

 

نموذج الاتصال