تتجه أنظار محبي الكرة الطائرة جلوس في القارة السمراء خلال الأيام القليلة المقبلة إلى انطلاق بطولة إفريقيا للكرة الطائرة جلوس 2025، والتي تُعد محطة مفصلية في مشوار التأهل إلى بطولة العالم – هانغتشو 2026.
ومن المقرر أن تُقام البطولة القارية في نيروبي، كينيا، خلال الفترة من 10 إلى 17 يوليو 2025.
نتائج القرعة:
فئة الرجال:
المجموعة الأولى: كينيا – رواندا – الجزائر
المجموعة الثانية: مصر – المغرب – نيجيريا – جنوب إفريقيا
فئة السيدات:
مجموعة واحدة: كينيا – رواندا – نيجيريا
التحضيرات بلغت ذروتها لدى المنتخبات المشاركة، وسط تنافس محموم على بطاقتي التأهل في كل فئة إلى بطولة العالم، فيما يتسع الفارق بين المنتخبات النشطة وتلك التي اختفت تمامًا عن المشهد.
ليبيا خارج الحسابات رغم مشاركتها السابقة
في ظل هذه الأجواء، يُسجّل غياب المنتخب الليبي عن المشاركة، وهو غياب لافت، خصوصًا بعد ظهوره في النسخة الماضية من البطولة التي أُقيمت في لاغوس، نيجيريا، مطلع فبراير 2024، والتي أنهاها في المركز السادس دون تحقيق أي فوز أو حتى شوط واحد.
هذا التراجع لا يُمكن فصله عن أزمة إدارية واضحة ضربت اللعبة، في غياب التخطيط والرؤية وغياب أي تواصل مؤسسي مع اللاعبين أو الأندية.
وزارة الرياضة غائبة رغم جاهزية البارالمبية
خلافًا لما يُشاع عن غياب التنسيق، أفاد أحد مصادري داخل اللجنة البارالمبية الليبية بأن اللجنة قامت بكافة الإجراءات الإدارية والفنية المطلوبة للمشاركة في البطولة، بما في ذلك تسجيل اللاعبين وتقديم القوائم الرسمية في الوقت المحدد، والامتثال لكافة متطلبات الاتحاد القاري.
لكن، ورغم هذه الجاهزية، لم تتلقَ اللجنة أي دعم مالي أو لوجستي من وزارة الرياضة الليبية، ما أدى فعليًا إلى تعذر مشاركة المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا التي تنطلق في نيروبي خلال أيام.
هذا الغياب يُسلّط الضوء على دور وزارة الرياضة كطرف معطل رغم توفر الشروط الفنية والتنظيمية، ويطرح تساؤلات جدية حول غياب الالتزام المؤسسي تجاه رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، التي كثيرًا ما تُترك في الظل رغم تمثيلها السابق المشرف لليبيا في المحافل الدولية.
المبروك فرج المرغني: "اللجنة تجاهلت الرياضيين سابقًا... لكن الأمل لا يزال قائمًا"
في تصريح خاص، قال المبروك فرج المرغني – لاعب دولي سابق، وأمين اللجنة الفنية العليا السابق، ومدير المنتخب في بطولة إفريقيا 2024:
"نشعر بالألم والحرقة لغياب المنتخب الليبي. حاولنا جاهدين إعادة إحياء اللعبة، لكن اللجنة البارالمبية تجاهلت الرياضيين، وتجاهلت كل محاولات إعادة الهيكلة أو تأسيس اتحاد مستقل. ورغم ذلك أقمنا تجمعات تنشيطية في صبراتة وبنغازي، والتجمع الثالث سيكون قريبًا في مصراتة."
وأضاف أن هناك شبابًا من ضحايا الحرب والحوادث لديهم الجاهزية والموهبة لتمثيل ليبيا، لكنهم بحاجة فقط إلى الاعتراف والدعم.
ربيع الرياني: "نطالب باتحاد مستقل مثل الدول المجاورة"
أما اللاعب الدولي ربيع مفتاح الرياني ، فأكد أن:
"رؤساء الأندية، مثل صبراتة والمستقبل وترهونة، ساعدونا على تنظيم تجمعات لإحياء اللعبة، لكننا نطالب بخطوة أبعد: انتخابات حقيقية، أو تأسيس اتحاد مستقل، كما هو الحال في تونس والجزائر ومصر. لقد خاطبنا اللجنة البارالمبية أكثر من مرة، ولم يردّ علينا أحد."
وحمّل الرياني الجهات الرسمية مسؤولية ضياع الفرصة مجددًا، قائلاً إن بطولة نيروبي كانت بوابة العودة، لكن غياب التنسيق بين اللجنة والوزارة أوصل اللعبة إلى طريق مسدود.
من سيدني إلى الفراغ... أين المشروع الوطني؟
تاريخيًا، يُعد منتخب ليبيا للكرة الطائرة جلوس أول فريق جماعي ليبي يشارك في الألعاب البارالمبية، وذلك في سيدني 2000، وهو ما لم يتكرر حتى اليوم.
كما تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2010 بالولايات المتحدة، وهي محطة تؤكد أن الكرة الطائرة جلوس الليبية كانت قادرة على التواجد عالميًا، لكن دون مشروع وطني حقيقي، ذبلت اللعبة وتراجعت.
❓ إلى متى هذا الغياب؟
- لماذا لا يتم إشراك الأندية واللاعبين في القرار؟
- لماذا تستمر الجهات الرسمية في تجاهل المبادرات الجادة من الداخل؟
- أين وزارة الرياضة حين تكون الجاهزية متوفرة؟
بطولة إفريقيا تنطلق في نيروبي، والمنتخبات تستعد لحجز مقاعد في بطولة العالم... أما ليبيا، فمكانها لا يزال شاغرًا، ليس لعجز فني، بل لغياب الإرادة المؤسسية والتنسيق بين اللجنة والوزارة.