زيارة مسعد بولص والحظر الأميركي: كيف ترى أمريكا ليبيا؟ ومتى نصارح أنفسنا؟



في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن فرض حظر شامل على دخول المواطنين الليبيين إلى أراضيها، زار مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولص العاصمة طرابلس، والتقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

وعبر حسابه الرسمي على X، قال بولص:


"لقاء جيد مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس. ناقشنا أهمية استعادة الهدوء، ومنع العنف، وتعزيز الحوار السياسي، ونعمل معًا لتعزيز التعاون الأميركي الليبي بما يفيد الأميركيين والليبيين. كما نتطلع إلى تعزيز الصفقات التجارية بين بلدينا."

لكن دعونا نكون واقعيين: كيف ترى أمريكا ليبيا حقًا؟

الولايات المتحدة لا ترسل مستشارين من هذا المستوى لمدّ يد الشراكة، بل لفهم الفوضى، ومراقبة حدود النفوذ، وفتح أبواب الاستثمار في بيئة تفتقر للسيادة والتخطيط.

أمريكا دولة براغماتية بامتياز، لا تبني علاقاتها على المجاملة. 

قرار الحظر لا يُعبّر فقط عن أزمة وثائق أو أمن حدود، بل عن انعدام الثقة في دولة لا تملك منظومة واضحة أو سلطة واحدة تتحدث باسمها.

أما الزيارة، فرغم ما يُقال عنها، فهي لا تعني اعترافًا بدور قيادي ليبي، بل تأكيدًا على هشاشة الواقع.

والمشكلة الأكبر أن بعض المسؤولين بالغوا في توصيف الزيارة، وكأنها شهادة دولية على نجاح سياسي واقتصادي. في حين أن الواقع يُظهر عكس ذلك تمامًا.

 كفى مجاملات.

الوقت لبناء دولة تُفرض باحترام، لا تفرض وجودها عبر بيانات العلاقات العامة.

فمن لا يحترم سيادته، لا يُحترم على طاولة الأمم.

أحدث أقدم

 

نموذج الاتصال