"الرحلة المقبلة" هو فيلم وثائقي طويل من إخراج الثنائي الأب والابن، دان وصموئيل حبيب، ويُعتبر امتدادًا لفيلمهم القصير الحائز على جائزة إيمي التابع لنيويورك تايمز"خارطة طريقي مع الإعاقةMy Disability Roadmap". يُسلّط الفيلم الضوء على رحلة صموئيل، الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، في سعيه لتحقيق الاستقلالية والاندماج في المجتمع، متناولًا التحديات التي يواجهها كفرد يعيش مع إعاقة.
خلفية الفيلم
وُلِد صموئيل حبيب بحالة جينية نادرة تُعرف باضطراب GNAO1، مما أدى إلى إصابته بالشلل الدماغي، ونوبات صرع، وصعوبات في النطق. على الرغم من هذه التحديات، كان لديه طموحات مشابهة لأقرانه: الانتقال من منزل العائلة، الالتحاق بالجامعة، بناء مسار مهني، وتكوين علاقات اجتماعية وعاطفية. إلا أن كل خطوة نحو تحقيق هذه الأهداف كانت محفوفة بعقبات، مثل النوبات المفاجئة، وصعوبة الوصول إلى أماكن غير مهيأة لذوي الإعاقة، والتواصل باستخدام جهاز مساعد.
رحلة البحث عن الإرشاد
في سعيه لتجاوز هذه التحديات، قرر صموئيل التواصل مع نشطاء بارزين في مجال حقوق ذوي الإعاقة، مثل جودي هيومان، ومايسون زايد، وكيث جونز. من خلال لقاءاته معهم، اكتسب صموئيل رؤى قيمة حول كيفية بناء حياة مستقلة وناجحة، مما ساعده في رسم خارطة طريق لنفسه وللآخرين في وضع مشابه.
أسلوب التصوير والنهج الإبداعي
يتميز الفيلم باستخدام كاميرتين مثبتتين على كرسي صموئيل المتحرك؛ إحداهما موجهة نحوه والأخرى تلتقط ما يراه أمامه. هذا الأسلوب الفريد يمنح المشاهدين نظرة حميمة على تجربة صموئيل اليومية وتفاعلاته مع العالم من حوله. كما يُبرز الفيلم عملية تواصله باستخدام جهاز مساعد، مما يسلّط الضوء على التحديات والإنجازات المرتبطة بذلك.
فريق العمل والمشاركين
بالإضافة إلى صموئيل ووالده دان، يضم الفيلم مجموعة من النشطاء والمثقفين في مجال حقوق ذوي الإعاقة، مثل:
- جودي هيومان: ناشطة معروفة عالميًا في مجال حقوق ذوي الإعاقة.
- مايسون زايد: كوميدية وكاتبة وناشطة في مجال الإعاقة.
- كيث جونز: رئيس ومدير تنفيذي لشركة "SoulTouchin’ Experiences" ومؤسس مشارك لحركة "Krip-Hop".
يُذكر أن العديد من أعضاء فريق الإنتاج والتوعية للفيلم هم من ذوي الإعاقة، مما يعزز من مصداقية وتمثيل الفيلم للمجتمع الذي يتحدث عنه.
الرسالة والتأثير
يهدف "الرحلة المقبلة" إلى تسليط الضوء على أهمية الإرشاد المجتمعي والانتماء في مواجهة التحديات المرتبطة بالانتقال إلى مرحلة البلوغ لذوي الإعاقة. من خلال عرض تجارب صموئيل وتفاعلاته، يسعى الفيلم إلى تعزيز النقاش حول قضايا الإعاقة والعدالة الاجتماعية، وتشجيع الشباب على الانخراط في حركة حقوق ذوي الإعاقة.
يُعد "الرحلة المقبلة" شهادة حية على قوة الإرادة والتصميم في مواجهة التحديات. من خلال سرد صادق ومؤثر، يدعو الفيلم المشاهدين للتفكير في قضايا الإعاقة والاندماج، ويُلهم الأفراد للسعي نحو تحقيق أهدافهم بغض النظر عن العقبات.
لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع الرسمي للفيلم: