شبكة MBN هي شبكة إعلامية غير ربحية تموَّل من الحكومة الأمريكية عبر الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي (USAGM). تأسست عام 2004 بهدف تعزيز حرية التعبير وتقديم تغطية إعلامية متوازنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تدير الشبكة عدة منصات إعلامية، أبرزها قناة "الحرة"، التي تبث برامجها من الولايات المتحدة وتُمنع من البث داخل أراضيها، وراديو "سوا"، بما يتماشى مع القوانين الأمريكية التي تحظر استخدام الإعلام الحكومي للتأثير على الجمهور الداخلي. تسعى الشبكة لنشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال برامج إخبارية وثقافية تستهدف الجمهور العربي خارج الولايات المتحدة.
تم تخصيص ميزانية قدرها 944 مليون دولار أمريكي للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي (USAGM) للسنة المالية 2024. هذا المبلغ يمثل زيادة قدرها 59.3 مليون دولار، أو 6.7%، مقارنة بالميزانية لعام 2023. تهدف هذه الأموال إلى دعم الجهود الإعلامية الدولية الحيوية للوكالة، خاصة في مواجهة التضليل الإعلامي وقمع وسائل الإعلام الذي تقوم به الحكومات الاستبدادية مثل الصين وروسيا وإيران. تشمل الأولويات الرئيسية للميزانية تعزيز الصحافة الاستقصائية، دعم حرية الإنترنت، وزيادة التمويل لمكتب بث كوبا
أهداف وسياسات MBN
تركز الشبكة على تعزيز الشفافية ومحاربة التضليل الإعلامي. وتوفر منصة للأصوات المحرومة من التعبير في المنطقة عبر برامج تشمل الأخبار، والحوارات، والتحقيقات الصحفية. كما تولي اهتمامًا لقضايا مثل مكافحة الفساد وتعزيز حقوق المرأة والأقليات. مؤخرًا، تبنت الشبكة استراتيجيات حديثة، مثل الاستثمار في المحتوى الرقمي وزيادة التفاعل مع الجمهور الشبابي.
الدعم الأمريكي لـ MBN
تعد الشبكة جزءًا من استراتيجية الولايات المتحدة لتعزيز قوتها الناعمة في الشرق الأوسط. تعمل كأداة دبلوماسية ثقافية لتحسين الصورة الأمريكية وتعزيز قيمها. ورغم ذلك، تواجه MBN انتقادات حول فعاليتها ومدى تأثيرها على الجمهور المستهدف.
مقارنة مع سياسات إعلامية لدول أخرى
قطر:
قناة ليبيا الأحرار: تأسست بعد ثورة فبراير 2011 بدعم قطري مباشر وتدعم القوى السياسية المتحالفة مع قطر.
قناة سوريا: تساهم في دعم المعارضة السورية وتقديم رواية مضادة للنظام السوري.
منصات أخرى: تُستخدم لنشر الرسائل الإقليمية التي تخدم المصالح القطرية.
إيران:
قناة العالم: تسلط الضوء على مواقف إيران الإقليمية والدولية.
قناة الميادين: تدعم محور المقاومة وتتبنى رؤية قريبة من النفوذ الإيراني.
تركيا:
وكالة الأناضول: منصة تُستخدم لتعزيز صورة الحكومة التركية ونشر رسائلها.
شبكة تي آر تي: تروج لسياسات تركيا في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
أوجه التشابه والاختلاف
تشترك السياسات الإعلامية لكل من الولايات المتحدة وقطر وإيران وتركيا في استخدام الإعلام كوسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية، لكن الاختلاف يكمن في الرسائل التي يتم ترويجها:
الولايات المتحدة: تركز على نشر قيم الديمقراطية الغربية وايضا تخدم أجنداتها.
قطر وإيران وتركيا: تسعى لدعم مصالحها الجيوسياسية والإقليمية من خلال منصات إعلامية تخدم أجنداتها.
تأثير السياسات الإعلامية
الإيجابيات:
- توفير منصات للأصوات غير المسموعة.
- تعزيز التنوع الإعلامي في المنطقة.
- تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان.
السلبيات:
- التحيز الإعلامي وغياب الحياد.
- استخدام الإعلام كأداة دعاية سياسية.
يعكس الإعلام في المنطقة صراعًا أيديولوجيًا وإعلاميًا. ورغم إمكانيته في تعزيز الحوار، إلا أن استغلاله السياسي يعمق الانقسامات ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.يعكس الدور الإعلامي لكل من MBN والقنوات المدعومة من قطر صراعًا أيديولوجيًا وإعلاميًا في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين أن الإعلام يمكن أن يكون أداة قوية لتعزيز الحوار والتفاهم، إلا أن استغلاله في النزاعات السياسية يعمق الانقسامات ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.