مع بداية هذا الشهر، تابعت بطولة مميزة للكرة الطائرة الشاطئية جلوس في مدينة مصراتة. بطولة كانت تحت إشراف و دعم الهيئة العامة لصندوق التضامن الإجتماعي. شهدت هذه البطولة أجواءً حماسية وتنافسًا قويًا بين الفرق المشاركة، مما جعلها تجربة رائعة تعكس روح التحدي والشمولية التي تميز هذه الرياضة. البطولة جمعت بين مهارات اللاعبين وإصرارهم على تقديم أفضل ما لديهم، مما أبرز جماليات هذه الرياضة الشاطئية وإمكاناتها الكبيرة لجذب اللاعبين والجماهير على حد سواء.
الكرة الطائرة الشاطئية تمثل واحدة من التجارب الرياضية الفريدة التي تجمع بين شهرة وتحديات الكرة الطائرة جلوس التقليدية وأجواء المتعة والطاقة التي تتميز بها الرياضات الشاطئية. على الرغم من جاذبية هذه الرياضة وإمكاناتها الكبيرة في جذب اللاعبين والجماهير على حد سواء، إلا أنها لم تُعتمد بعد كرياضة رسمية ضمن البطولات الدولية التي تنظمها World ParaVolley، حيث يظل تركيز الهيئة مُنصبًا على الكرة الطائرة جلوس (داخل القاعات) والكرة الطائرة الشاطئية (الوقوف).
مفهوم اللعبة وقواعدها
تُلعب الكرة الطائرة الشاطئية على ملعب رملي بأبعاد قياسية تبلغ 8 × 4 أمتار، مع منطقة حرة محيطة بعرض لا يقل عن 3 أمتار على جميع الجوانب. ويتطلب الملعب أن يكون مستوى وسطحه خالٍ من الأحجار أو الأجسام التي قد تشكل خطرًا على اللاعبين. أحد أهم متطلبات اللعب هو أن تكون جميع المكونات، من الرمل والحدود إلى الكرات، متوافقة مع المواصفات الفنية لضمان تجربة لعب آمنة ومتساوية.
تستخدم اللعبة نظام تسجيل النقاط المتتابع، حيث يتم تسجيل النقاط في كل مرة ينجح فيها فريق في إسقاط الكرة في منطقة الفريق المنافس أو يجبره على ارتكاب خطأ. تتكون الفرق من ثلاثة لاعبين، ويُسمح لكل فريق بثلاث لمسات فقط لإعادة الكرة إلى الجانب الآخر من الشبكة، بما في ذلك لمسات حائط الصد. عند كل تغيير في الحق بالإرسال، يتوجب على اللاعبين الدوران لضمان مشاركة الجميع في الأدوار المختلفة
تجهيزات اللاعبين ومتطلبات الأهلية
يتطلب من اللاعبين ارتداء زي موحد يتكون عادة من السراويل القصيرة أو ملابس السباحة، ويمكن أن يرتدوا قمصانًا أو توبات بدون أكمام إذا لزم الأمر. يُسمح للاعبين بارتداء أغطية الرأس، واللعب يكون حافي القدمين أو باستخدام الأطراف الاصطناعية. تُفحص الأطراف الاصطناعية وتُعتمد من قبل المندوب الفني لضمان سلامتها وعدم تقديمها لأي ميزة غير عادلة. بالنسبة للأطراف الاصطناعية الخاصة بالذراع أو اليد، يشترط أن تكون بنفس الطول الطبيعي وألا تُعطي أفضلية غير مشروعة يجب أن تكون الكرات المستخدمة في المباريات متوافقة مع المعايير المحددة، حيث يجب أن تكون مصنوعة من مواد مرنة غير ماصة للرطوبة، وتكون بألوان مميزة لتسهيل رؤيتها. يلتزم كل فريق باستخدام الكرة المعتمدة في جميع المباريات الرسمية لضمان التساوي في المنافسة.
كيفية اللعب وقوانين التحكم بالكرة
أثناء اللعب، يتعين على اللاعبين الالتزام بعدم رفع الأرداف عن الأرض عند تنفيذ الحركات، باستثناء الحركات الدفاعية عندما تكون الكرة غير مرتفعة بالكامل فوق الشبكة. كما تُمنع المساعدة من الزملاء أو الاستعانة بالأدوات للحصول على دعم أو ميزة. من المهم أن تكون اللمسات على الكرة سريعة وتعيد ارتداد الكرة دون الإمساك بها أو رميها، إذ يجب أن تظل الكرة في حالة طيران مستمر دون أي توقف مفاجئ أو مخالف لقوانين اللعبة
أداء الفرق وتسجيل النقاط
في المباراة، يسعى كل فريق إلى تسجيل النقاط من خلال استراتيجيات هجومية ودفاعية ذكية. إذا نجح الفريق في تسجيل نقطة، فإنه يحتفظ بحق الإرسال ويتحرك اللاعبون بشكل دائري للحفاظ على التنوع في الأدوار. في حال تعادل الفريقين عند 20 نقطة في أي مجموعة، يتم استمرار اللعب حتى يتم تحقيق فارق نقطتين للفوز بالمجموعة. تُلعب المباريات في مجموعتين من 21 نقطة، وعند التعادل في المجموعتين تُلعب مجموعة فاصلة تصل إلى 15 نقطة
أهمية هذه الرياضة وشعبيتها
تُعتبر الكرة الطائرة الشاطئية من الرياضات التي توفر بيئة تنافسية وممتعة تجمع بين التكتيك العالي والمهارات البدنية، مما يجعلها مفضلة لدى العديد من اللاعبين حول العالم. تسهم الرياضة في تعزيز روح الفريق وتقديم الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة لإبراز مهاراتهم في بيئة رياضية ديناميكية وشاملة. ورغم غيابها عن المنافسات الدولية الرسمية، فإن شعبيتها تستمر في النمو بفضل ما تقدمه من تحدٍ وممارسة رياضية مليئة بالإثارة.
بفضل متطلبات الملاعب المفتوحة والأجواء الشاطئية، تكتسب هذه الرياضة اهتمامًا متزايدًا في المجتمعات التي تبحث عن رياضات جديدة تجمع بين المنافسة والمتعة، وتعزز روح التحدي والقدرة على تجاوز الصعاب لدى اللاعبين المشاركين. في نهاية المطاف، تبقى الكرة الطائرة جلوس على الشاطئ وجهًا مشرقًا للرياضات الشاطئية وتحديًا مشوقًا في عالم الرياضات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطويرها وتوسيع نطاق ممارستها في المستقبل.
