اختتمت أعمال المؤتمر متعدد الأقاليم التحضيري للقمة العالمية للإعاقة 2025 في عمان، والذي عقد خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر. حضر المؤتمر الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء ورئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي أشار في كلمته الافتتاحية إلى أهمية هذا المؤتمر في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما أكد على أن هذه الفعاليات تعد خطوة أساسية نحو تحقيق تغييرات ملموسة من شأنها تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم الكامل في المجتمع.
محاور المؤتمر والالتزامات العربية
سلط المؤتمر الضوء على مجموعة من المواضيع الحيوية التي تمس حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أكدت الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، على ضرورة التعاون بين الدول العربية لمواصلة تنفيذ مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة. وأضافت أن الدول العربية عرضت التزامات هامة في هذا الصدد، متضمنة التشاور حول التصنيف العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يعتمد على الأبعاد الاجتماعية والبيئية، مما يساهم في رسم السياسات الناجحة.
كما تناولت أبو غزالة في كلمتها أهمية تنحية الصراعات السياسية في مسار دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في مناطق النزاع حيث تزداد أعدادهم بشكل مستمر. وأوضحت أن الدول العربية أكدت على التزامها بتحقيق المزيد من التقدم في مجالات التعليم، الصحة، والحماية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة.
التحديات والفرص العالمية
من جهة أخرى، أشار الدكتور مهند العزة، أمين عام المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى أن المؤتمر لم يقتصر على مناقشة التحديات بل قدم حلولًا ملموسة، تعكس التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتحقيق مجتمع أكثر شمولًا. وأكدت الدكتورة آنيت تبارة، رئيس المديرين الخاص بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية الألمانية، أن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة هو حق من حقوق الإنسان وليس مجرد التزام سياسي. كما شددت على أهمية إشراك هؤلاء الأشخاص في عمليات صنع القرار لضمان استدامة التغييرات الإيجابية.
مداولات حول القضايا الحاسمة
ناقش المشاركون في المؤتمر مجموعة من القضايا التي تمس حياة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مباشر، مثل الحماية الاجتماعية، وحقوق المرأة ذات الإعاقة، والتعليم الدامج. وقد ركزت جلسات الحوار على سبل تحسين البيئة التعليمية وتوفير الفرص التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة، مع التأكيد على ضرورة توافر بيئة تعليمية مناسبة ومرافق يمكن الوصول إليها بسهولة.
كما تناول المؤتمر موضوعات أخرى مثل الصحة الجنسية والإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة، وحقهم في المشاركة في الحياة العامة وعمليات صنع القرار، بالإضافة إلى مناقشة دور القطاع الخاص في دعم هذه القضايا.
التزامات القمة العالمية للإعاقة 2025
في ختام المؤتمر، تم عرض أبرز التوافقات والالتزامات التي ستُطرح في القمة العالمية للإعاقة 2025، التي ستُستضاف في برلين في أبريل القادم، بشراكة بين ألمانيا والأردن. وقد أشار المدير التنفيذي بالوكالة للتحالف الدولي للإعاقة، خوسيه فيرا، إلى أن العالم بحاجة إلى المزيد من الجهود المشتركة لتحقيق شمولية حقيقية في المجتمع لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة. وتوافق المشاركون على ضرورة استمرار العمل على تحقيق هذه الالتزامات، بما في ذلك تعزيز دور الشباب ذوي الإعاقة في عمليات التشاور وإدماجهم في الحياة السياسية والاجتماعية.
القمة العالمية للإعاقة 2025: التحديات والآفاق الجديدة
بالتزامن مع التحضيرات الجارية للقمة العالمية للإعاقة 2025، يستمر التحالف الدولي للإعاقة في توجيه الجهود لتوسيع دائرة الشمولية العالمية. القمة، التي ستكون ثالث قمة عالمية منذ انطلاقها في 2018، تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الإعاقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة.
تعتبر القمة القادمة فرصة لرفع مستوى الوعي وتعزيز الالتزامات الدولية لمعالجة قضايا الإعاقة، وهي أيضًا تذكير ضروري بأن إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة لا ينبغي أن يكون مجرد هدف بعيد، بل يجب أن يكون جزءًا من السياسات العالمية المستدامة.
رؤية مستقبلية
ختامًا، يعد المؤتمر خطوة هامة في مسار تنفيذ أهداف الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تشمل ضمان التعليم الجيد، وفرص العمل، والصحة، والمشاركة الفعالة في المجتمع. وتعتبر القمة العالمية للإعاقة 2025 فرصة حاسمة للمضي قدمًا في تحقيق عالم خالٍ من التمييز والتهميش للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال التزام الحكومات والمنظمات الدولية بالعمل المشترك والمستدام لدعم هذه الحقوق.