شهد معرض إكسبو الوصول 2024، الذي أقيم بدبي، عرضًا مميزًا من طيران الإمارات أبرز خلاله التزامه بتوفير تجارب سفر شاملة ومريحة للأشخاص ذوي الإعاقة. افتتح الحدث، الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، رسميًا من قبل الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.
في دورته السادسة، يُعد إكسبو أصحاب الهمم الدولي 2024 في دبي منصة عالمية لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، مستقطبًا أكثر من 250 عارضًا من 50 دولة لعرض تقنيات تعزز استقلاليتهم. يشمل الحدث ورش عمل وندوات لتعزيز دمجهم في سوق العمل، بدعم من وزارة تنمية المجتمع لتشجيع توظيفهم. يوفر المعرض فرصة لتبادل الأفكار وخلق شراكات تعزز شمولية المجتمع. تستمر الفعاليات حتى 9 أكتوبر في مركز دبي التجاري العالمي، لتشكل منصة رئيسية للابتكار والتعاون.
ابتكارات طيران الإمارات للمسافرين ذوي الإعاقة
قدّم طيران الإمارات خلال المعرض مجموعة من الخدمات المبتكرة التي تهدف إلى تيسير تجربة السفر للأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يُطلق عليهم في الإمارات "أصحاب الهمم"، وهو مصطلح يثير النقاش بين مؤيديه ومنتقديه.
من أبرز الابتكارات المعروضة جولة افتراضية بالمطار بتقنية الواقع الافتراضي، تمكّن المسافرين من استكشاف المبنى رقم 3 بمطار دبي الدولي قبل رحلتهم، مما يساعد في تقليل القلق وتحضيرهم للسفر. كما تم الكشف عن روبوت مترجم للغة الإشارة يوفر دعمًا فوريًا للمسافرين من ذوي الإعاقة السمعية.
واحدة من الابتكارات اللافتة هي "مكعب الكراسي المتحركة"، المصمم لضمان نقل الكراسي المتحركة بأمان أثناء الرحلة. كما أعلنت طيران الإمارات عن دمج تطبيق Be My Eyes لأول مرة، وهو خدمة دعم بالفيديو في الوقت الحقيقي للمسافرين المكفوفين، لتقديم المساعدة في مراحل السفر المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت الشركة دليلًا حسيًا للمسافرين العصبيين بالتعاون مع مجلس الاعتماد الدولي لمعايير التعليم المستمر (IBCCES). يساعد هذا الدليل المسافرين على التعرّف مسبقًا على المحفزات الحسية المحتملة بالمطار، مثل الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية، لتجنب أي انزعاج.
وعلى الأرض، أطلقت طيران الإمارات خدمة تنقل بمركبات مجهزة لركاب الدرجة الأولى ورجال الأعمال داخل دبي، تتضمن سيارات مرسيدس V250 المجهزة بمصاعد كهربائية للكراسي المتحركة، مما يوفر انتقالًا آمنًا ومريحًا من وإلى المطار.
تجربة طيران مُعزّزة على متن الطائرة
امتدت جهود طيران الإمارات نحو توفير تجربة شاملة على متن طائراتها. تشمل التحسينات كراسي متحركة مدمجة، أجهزة مساعدة على التنقل، وسماعات عازلة للضوضاء لتعزيز راحة الركاب ذوي الإعاقة. كما سيشهد أسطول الشركة من طائرات إيرباص A350 واجهات جديدة مصممة خصيصًا للمسافرين المكفوفين.
أما أنظمة الترفيه على متن الطائرة، فقد تم ترقيتها لتشمل ترجمات مغلقة ووصفًا صوتيًا للمحتوى، مما يسمح للمسافرين ذوي الإعاقة السمعية أو البصرية بالاستمتاع بتجربة شاملة.
ريادة في السفر الصديق لذوي التوحد
حرصت طيران الإمارات على تلبية احتياجات المسافرين من ذوي الإعاقات الإدراكية، مثل التوحد. يعد حصول مرافق تسجيل الوصول في دبي على شهادة مركز التوحد المعتمد™ خطوة كبيرة نحو تقديم خدمات شاملة. تشمل هذه الخدمات أدلة شخصية للمسافرين ومسارات أولوية بالمطار، مما يخفف من التوتر والارتباك.
مصطلح "أصحاب الهمم": بين التمكين والنقاش
تستخدم الإمارات مصطلح "أصحاب الهمم" للإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف إبراز قدراتهم ومهاراتهم. ورغم النوايا الإيجابية خلف استخدامه، يرى بعض المدافعين عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أن المصطلح قد يكون متكلفًا أو حتى يُقلل من التحديات الواقعية التي يواجهونها.
يشدد النقاد على أهمية التركيز على خلق بيئات ميسّرة بدلًا من الترويج للمرونة الفردية، لضمان تحقيق عدالة حقيقية وإتاحة الفرص للجميع.
في عام 2016، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مصطلح "أصحاب الهمم" لوصف الأشخاص الذين كانوا يُطلق عليهم رسمياً صفة "ذوي الاحتياجات الخاصة"، على النحو المبين في القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 بشأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. من موقع جامعة زايد في الإمارات العربية المتحدة
مستقبل السفر الميسّر
تمثل مشاركة طيران الإمارات في إكسبو الوصول 2024 رؤية مستقبلية للسفر الميسّر. مع استمرار الابتكار، تقدم الشركة نموذجًا يحتذى به لشركات الطيران الأخرى لتبني معايير شاملة تضمن أن يتمتع الجميع بتجربة سفر خالية من العقبات.
تظل السماء أكثر شمولية مع كل مبادرة جديدة، حيث يتبنى قطاع الطيران العالمي نهجًا أكثر إنسانية لمفهوم "السفر للجميع."