شركات الطيران بحاجة إلى بذل المزيد لجعل السفر التجاري متاحًا للجميع


أثارت مقالة حديثة لصوفي مورجان على موقع Fast Company العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة عند السفر جواً. في إطار سلسلة مقالات لشهر التوعية الوطنية بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، يتناول المقال عقبات السفر التي يجب التغلب عليها لتحقيق إمكانية الوصول والكرامة.

تشير صوفي إلى أن تجربة الطيران كشخص ذو إعاقة يمكن أن تكون مرهقة، حيث تبدأ التحديات قبل حتى الوصول إلى المطار. فشركات الطيران غالبًا ما تتبنى سياسات غير واضحة بالنسبة للمسافرين ذوي الإعاقة، مما يجعل من الصعب العثور على المعلومات الضرورية. كما تضيف: "يشبه الأمر محاولة اجتياز مسار مليء بالتضارب في المعلومات، والذي يكون من الصعب جدًا التنقل فيه."

صوفي مورجان هي ناشطة بريطانية بارزة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي أيضًا صحفية ومنتجة تلفزيونية. تعرضت مورجان لحادث سيارة أدى إلى إصابتها بشلل جزئي، مما جعلها تدرك التحديات الكبيرة التي يواجهها ذوو الإعاقة في المجتمع. من خلال تجربتها الشخصية، تحولت إلى مدافعة عن حقوق هؤلاء الأفراد، وبدأت في التركيز على قضايا السفر الجوي.


ووفقًا لمورجان، عندما يصل الأشخاص ذوو الإعاقة إلى المطار، يكونون قد استنفدوا طاقاتهم الذهنية، مما يزيد من الضغط الذي يشعرون به أثناء إجراءات الأمان. وتصف التجارب المرهقة التي يتعرض لها ذوو الإعاقة خلال عمليات التفتيش، مشيرة إلى أن "استجوابهم بشأن التاريخ الطبي قد يتجاوز الحدود المقبولة."

كما تسلط مورجان الضوء على معاناة الأشخاص عند الانتقال من كراسيهم المتحركة إلى كراسي ممر ضيقة وغير مريحة، وهو ما يزيد من مخاوفهم بشأن تعرض كراسيهم المتحركة للتلف أو الفقدان أثناء الرحلة. تقول: "في العام الماضي، تعرض كرسيي للتلف ثلاث مرات في رحلات متفرقة، مما دفعني لإطلاق حملة 'حقوق على الرحلات' (Rights on Flights) للقضاء على الحواجز التي تواجه المسافرين من ذوي الإعاقة."

تسعى هذه الحملة لتحقيق تغييرات جوهرية، بما في ذلك تحسين تدريب الموظفين وتطوير تصميمات أكثر شمولية، بالإضافة إلى تعزيز التشريعات التي تحمي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. تبرز مورجان ضرورة وضع سياسات واضحة تضمن حصول المسافرين على الكرامة والأمان أثناء السفر.

تؤكد مورجان أن تجربة الطيران ليست مجرد روتين بالنسبة للأشخاص غير ذوي الإعاقة، بل هي مقامرة دائمة بالنسبة للعديد من ذوي الإعاقة. وفيما يتعلق بالفرص المهنية، تبرز التحديات التي تواجههم، حيث قد تؤدي العقبات التي يواجهونها في السفر إلى فقدان فرص وظيفية مهمة. وتختتم بالقول: "عدم إمكانية الوصول إلى السفر الجوي يشكل حاجزًا للتوظيف، مما يجعل الحاجة ملحة للإصلاحات اللازمة."

أهمية اهتمام ليبيا بهذه القضايا

تستحق قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال السفر الجوي المزيد من الاهتمام، ومن الضروري أن تتبنى شركات الطيران تغييرات هيكلية لضمان إمكانية الوصول والكرامة للجميع، مما يسهل عليهم المشاركة الكاملة في الحياة المهنية. في ليبيا، نتمنى أن يكون هناك مزيد من الوعي والاهتمام بهذا الموضوع، حيث يمكن أن تسهم التغييرات في السياسات والممارسات في تحسين حياة الكثيرين، وتعزيز اندماجهم في المجتمع بشكل أفضل.

أحدث أقدم

 


 

نموذج الاتصال