كيف غيّر الكرسي المتحرك حياة ريا: قصة قوة واستقلالية

 


في عالم يتطور باستمرار، تصبح التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، لا تمثل التكنولوجيا مجرد وسيلة للراحة أو الرفاهية، بل هي أداة حقيقية للاستقلالية والتمكين. واحدة من هؤلاء الأشخاص هي ريا الجادر، كاتبة مستقلة تعاني من الحثل العضلي Duchenne muscular dystrophyوعضوة في فريق Trailblazers التابع لجمعية الحثل العضلي في المملكة المتحدة و ايضا لها مدونة اسمهاAccessless .

الحثل العضلي الدوشيني (اختصارًا DMD) هو مرض وراثي يصيب جميع أنواع العضلات في الجسم، ويتميز بالضعف في العضلات التي تبدأ من عضلات الحوض، ثم يتطور بسرعة ليصيب جميع عضلات الجسم، وهو ما يؤدي إلى الأعاقة الحركية مبكراً


تقول ريا: أن تُولد معاقًا، يعني أنك تواجه منذ اللحظة الأولى توقعات سلبية من المجتمع. إن كانت المرأة هي من تحمل الإعاقة، فإنها تُعتبر عبئًا أكبر، والملامة تقع بشكل خاص على الأم؛ التي يُقال إنها لم تقم بدورها في "إنجاب طفل سليم."


من خلال قصتها، نستطيع أن نفهم كيف يمكن لجهاز بسيط، مثل الكرسي المتحرك، أن يكون محوريًا في حياة شخص ما. وقدمت ريا مثالًا حيًا على كيف يمكن للكرسي المتحرك أن يغير الحياة بشكل كامل، ليس فقط من حيث الحركة، بل من حيث الشعور بالاستقلالية والقدرة على التحكم بمسار الحياة.

الكرسي المتحرك: أكثر من مجرد أداة

بالنسبة لريا، لم يكن الكرسي المتحرك مجرد وسيلة للتنقل، بل كان هو الأداة التي منحتها حرية الحركة والثقة. كطفلة، كانت تخشى دائمًا فقدان القدرة على التنقل بحرية، والقلق الأكبر كان يتمثل في نفاد طاقة البطارية أثناء وجودها في الخارج. لكن الأمور تغيرت عندما بدأت في استخدام كرسي متحرك مزود ببطارية قوية، مما أتاح لها استكشاف العالم بشكل أكثر أمانًا وثقة.

تتحدث ريا عن المواقف التي مرّت بها عندما نفدت بطارية كرسيها، وكيف أن ذلك جعلها تشعر بالعجز في بعض الأحيان. تروي قصة مؤثرة عن وقت كانت فيه بالخارج مع أختها، وتوقف كرسيها عن العمل فجأة. في لحظة كانت تحتاج فيها إلى مساعدة عاجلة، شعرت بالخوف من أن تُترك في وضع لا تستطيع فيه التحرك. لكن تلك التجربة، رغم صعوبتها، كانت درسًا مهمًا علّمها كيفية الاعتناء بجهازها وتحمل مسؤولية صيانته باستمرار.

أهمية الصيانة والشحن

بعد تلك الحادثة، أصبحت ريا أكثر وعيًا بأهمية العناية بكرسيها المتحرك. تعلمت أن الحفاظ على البطارية مشحونة يوميًا وإجراء الصيانة الدورية هما مفتاح الاستقلالية. تقول ريا إن وجود كرسي متحرك مشحون بالكامل ليس فقط مصدرًا للطاقة، بل هو أيضًا مصدر للحرية. بفضل البطارية، تشعر أنها قادرة على الذهاب إلى أي مكان دون خوف أو قلق.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت ترى في البطارية رمزًا للقوة الشخصية. فوجود كرسي جاهز للاستخدام ليس فقط وسيلة للحركة، بل هو تذكرة دائمة بأنها لا تحتاج إلى الاعتماد على الآخرين. بل يمكنها الاستمتاع بالحياة والقيام بالأنشطة اليومية دون الشعور بالخوف من نفاد الطاقة أو أن تُترك عالقة في مكان ما.

التكنولوجيا كوسيلة للتمكين

عبر قصة ريا، نرى كيف أن التكنولوجيا ليست مجرد رفاهية، بل أداة حيوية تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من العيش باستقلالية أكبر. البطارية، التي قد تبدو للكثيرين مجرد عنصر تقني بسيط، كانت بالنسبة لريا العنصر الذي يمنحها التحكم في حياتها. ومن خلال اهتمامها بصيانة كرسيها وشحنه بانتظام، تمكنت من التغلب على العديد من التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة يوميًا.

في النهاية، تعلمنا من تجربة ريا أن الأدوات التكنولوجية، مهما كانت بسيطة، يمكن أن تكون عامل تغيير حقيقي في حياة الأفراد. التكنولوجيا ليست فقط وسيلة لتسهيل الحياة، بل هي جسر يربط الأشخاص ذوي الإعاقة بالعالم من حولهم، ويمنحهم حرية الحركة والاستقلالية.


إرسال تعليق

أحدث أقدم