تعد اللجنة البارالمبية الدولية (IPC) المؤسسة الرئيسية المسؤولة عن الإشراف على الحركة البارالمبية العالمية، وهي مكرسة لتعزيز الشمولية والتنوع من خلال الرياضة. منذ إنشائها، عملت اللجنة على تمكين الرياضيين من ذوي الإعاقة وتمثيل مصالحهم في الساحة الرياضية الدولية. وفي ظل دستورها الذي تم اعتماده في سبتمبر 2023 ودخل حيز التنفيذ في يونيو 2024، تسعى اللجنة إلى تحقيق أهداف شاملة تعزز الرياضة البارالمبية وتدفع المجتمع العالمي نحو المزيد من التفاهم والاندماج.
رسالة اللجنة البارالمبية الدولية: الرياضة من أجل الشمولية
تتبلور رسالة اللجنة البارالمبية الدولية في رؤيتها لعالم أكثر شمولية من خلال الرياضة البارالمبية. من خلال هذه الرؤية، تهدف اللجنة إلى قيادة الحركة البارالمبية والإشراف على تنظيم الألعاب البارالمبية. فهي تسعى إلى دعم الرياضيين البارالمبيين وتوفير البيئة المثالية لتحقيق التميز الرياضي. وتبرز هذه الرسالة أهمية الرياضة كأداة للتغيير الاجتماعي، حيث تسعى اللجنة إلى تحقيق الاندماج بين مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على الأشخاص ذوي الإعاقة، أو كما يعرفون بـ "الأشخاص ذوي الإعاقة."
أهداف اللجنة البارالمبية الدولية: تعزيز الرياضة ودعم الرياضيين
تتطلع اللجنة البارالمبية الدولية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تدعم تطوير الرياضة البارالمبية وتعزز مكانتها على مستوى العالم. هذه الأهداف تشمل:
تعزيز الاندماج الاجتماعي: الرياضة البارالمبية ليست مجرد منافسة رياضية، بل وسيلة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وجعلهم جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والثقافية.
تنظيم الألعاب البارالمبية: اللجنة البارالمبية الدولية هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الألعاب البارالمبية، التي تعد أكبر حدث رياضي للرياضيين ذوي الإعاقة على مستوى العالم.
التوسع العالمي للرياضة البارالمبية: تعمل اللجنة على نشر الرياضة البارالمبية في جميع أنحاء العالم بدون تمييز، بهدف تمكين الرياضيين من مختلف الجنسيات والخلفيات.
دعم أعضاء اللجنة: من خلال تقديم الدعم الفني والإداري، تساعد اللجنة الدول الأعضاء في تطوير برامج وأنشطة رياضية للرياضيين البارالمبيين.
تعزيز العلاقات الدولية: تسعى اللجنة لتعزيز الفهم والتعاون بين الدول لدعم الحركة البارالمبية والترويج لقيمها.
الأنشطة التعليمية والثقافية: تعمل اللجنة على دعم التبادلات التعليمية والثقافية التي تعزز الوعي بالإعاقة وتساهم في تحقيق الاندماج الاجتماعي.
البحوث العلمية والاجتماعية: تدعم اللجنة البارالمبية الدولية البحث العلمي والاجتماعي المتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، مما يسهم في تطوير السياسات والممارسات التي تعزز رفاهية هؤلاء الرياضيين.
الرياضة النظيفة واللعب النظيف: بالتعاون مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA)، تلتزم اللجنة بضمان أن تكون الرياضة البارالمبية خالية من المنشطات وتلتزم بروح اللعب النظيف.
الألعاب البارالمبية: قمة التميز الرياضي
تعد الألعاب البارالمبية حدثًا رياضيًا عالميًا يقام كل أربع سنوات، حيث يمثل ذروة الأداء الرياضي للرياضيين ذوي الإعاقة. تمتلك اللجنة البارالمبية الدولية الحقوق الكاملة لتنظيم هذه الألعاب، وتعمل على ضمان أن تكون بيئة الألعاب شاملة ومشجعة على التميز والابتكار الرياضي. تساهم الألعاب البارالمبية في تعزيز رؤية اللجنة لعالم أكثر شمولية، حيث يكون لكل رياضي الحق في المشاركة وتحقيق الإنجازات بغض النظر عن إعاقته.
هيكل اللجنة البارالمبية الدولية
يتكون الهيكل التنظيمي للجنة من مجموعة من الجهات المعنية والمسؤولين الذين يسهمون في إدارة وتنظيم شؤون الحركة البارالمبية. يشمل ذلك:
مجلس الإدارة: يتولى إدارة شؤون اللجنة، ويشرف على تنفيذ قرارات الجمعية العمومية، وإدارة الميزانية، وتعيين الرئيس التنفيذي.
الرئيس والمدير التنفيذي: يعتبر الرئيس هو المتحدث الرسمي باسم اللجنة، في حين أن المدير التنفيذي يدير العمليات اليومية للجنة.
مجلس الرياضيين: يمثل الرياضيين البارالمبيين ويعمل على تقديم المشورة بشأن القضايا التي تهمهم، لضمان أن تكون مصلحة الرياضيين في قلب قرارات اللجنة.
الشفافية والقيم
تلتزم اللجنة البارالمبية الدولية بالشفافية من خلال نشر تقاريرها المالية وجدول أعمالها بشكل علني، مما يضمن مساءلة واضحة أمام الجمهور. كما تلتزم اللجنة بعدة قيم أساسية، أبرزها:
الشمولية: تسعى اللجنة لخلق بيئة رياضية تشمل الجميع، بغض النظر عن إعاقاتهم.
التميز الرياضي: تعمل اللجنة على دعم الرياضيين البارالمبيين لتحقيق أعلى مستويات الأداء.
اللعب النظيف: تلتزم اللجنة بتعزيز وحماية الرياضة النظيفة والنزيهة.
الحياد السياسي: تحافظ اللجنة على حيادها في الأمور السياسية، لتضمن أن تبقى الرياضة البارالمبية محايدة وتخدم أهدافها النبيلة.
الاستقلالية: تحمي اللجنة استقلالها من أي تدخلات خارجية قد تؤثر على قراراتها أو سياساتها.
التدخل في الشؤون المحلية
رغم التزام اللجنة البارالمبية الدولية بعدم التدخل الروتيني في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، إلا أن دستورها يسمح بذلك في ظروف استثنائية. في حالات تعليق عضوية دولة أو طردها، تمنح اللجنة الحق في اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان استمرار الأنشطة الرياضية في تلك الدول. كما أنها تملك الحق في فرض "إجراءات وقائية" في حال حدوث أي "حدث استثنائي" يهدد نزاهة الألعاب البارالمبية.
دستور اللجنة البارالمبية الدولية يمنحها الحق في التدخل في الشؤون البارالمبية المحلية للدول الأعضاء، ولكن في ظروف استثنائية محددة.
المادة 17.5: تنص هذه المادة على أنه خلال فترة تعليق عضوية دولة أو بعد طردها، يمكن لمجلس الإدارة اتخاذ الترتيبات التي يراها مناسبة لإدارة وتنظيم وإدارة الرياضات البارالمبية المعنية فيما يتعلق بالألعاب البارالمبية، بما في ذلك ممارسة (أو تفويض ممارسة) حقوق عضوية اللجنة البارالمبية الدولية التي كانت ستكون متاحة لولا ذلك للدولة العضو المعلقة أو المطرودة.
المادة 81: تتناول هذه المادة "الإجراءات الوقائية" التي يمكن لمجلس الإدارة فرضها في حالة وجود "حدث استثنائي" يعرض للخطر سلامة أو أهلية أو نزاهة أو عدالة الألعاب البارالمبية أو أي مسابقات رياضية بارالمبية أخرى معتمدة أو مرخصة من قبل اللجنة البارالمبية الدولية، و / أو أي نشاط (أنشطة) أخرى للجنة البارالمبية الدولية. وتشمل هذه الإجراءات الوقائية، على سبيل المثال لا الحصر، التعليق المؤقت لبعض أو كل حقوق أي عضو في اللجنة البارالمبية الدولية يمثل دولة أو إقليم تسبب في الحدث الاستثنائي أو ساهم فيه أو دعمه أو شارك فيه بطريقة أخرى ذات صلة.
بشكل عام، لا تتدخل اللجنة البارالمبية الدولية بشكل روتيني في الشؤون البارالمبية المحلية للدول الأعضاء. ومع ذلك، يمنحها دستورها الحق في التدخل في حالات محددة، لا سيما عندما يتم تعليق عضوية دولة عضو أو طردها، أو عندما يكون هناك حدث استثنائي يهدد سلامة أو أهلية أو نزاهة الألعاب البارالمبية أو غيرها من الأنشطة البارالمبية.
من خلال دستورها الجديد والتزامها العميق بقيم الشمولية والتميز الرياضي، تواصل اللجنة البارالمبية الدولية قيادة الحركة البارالمبية نحو مستقبل مشرق. إنها تسعى جاهدة ليس فقط لتعزيز الرياضة البارالمبية ولكن أيضًا لجعل العالم مكانًا أكثر شمولية، حيث يكون للأشخاص ذوي الإعاقة دور محوري في المجتمع.