خدمات بلدية بمشاركة مجتمعية: خطوة نحو دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا، أم مجرد وعود؟



تُعدّ المشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي الإعاقة حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، تُساهم في تعزيز كرامتهم ودمجهم في المجتمع. تهدف مبادرة "تقارب" من خلال شعارها "خدمات بلدية بمشاركة مجتمعية" إلى دعم مشاركة هذه الفئة في صنع القرار وتقديم الخدمات. يهدف هذا المقال إلى تحليل المبادرة من منظور علمي، مع إبراز نقاط القوة والضعف، وتقديم توصيات لتحسينها.

يُعدّ مشروع "تقارب" التابع لوكالة الأمريكية للتنمية الدولية  USAID خطوة مهمة في اتجاه دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الليبي وتمكينهم من العيش بكرامة وإنتاجية.

تحسين فعالية المؤسسات الحكومية الليبية الرئيسية.

تمكين الليبيين من الحد من عوامل عدم الاستقرار والصراع.

تلعب مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دوراً محورياً في دعم عملية انتقال سياسي فعالة في ليبيا، بما في ذلك توفير برامج تنمية واستقرار وإغاثة إنسانية مستهدفة.

الهدف الرئيسي لاستراتيجية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في ليبيا للأعوام 2021-2024 هو تعزيز دعائم ليبيا لتحقيق مزيد من الاستقرار والشمولية والاعتماد على الذات. ولتحقيق هذا الهدف، يركز إطار العمل الاستراتيجي على هدفين رئيسيين للتنمية:

تركز الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ليبيا حالياً على الشراكة مع الحكومة الليبية والجهات الدولية الأخرى لدعم إجراء انتخابات نزيهة وشفافة. لدعم عملية انتقال سياسي فعالة، ستستثمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ليبيا بشكل استراتيجي في برامج تعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي والحكم الديمقراطي لجميع الليبيين، وتعزز قدرة الحكومة على تقديم خدمات عامة فعالة، وتحسن مناخ الاستثمار في القطاع الخاص الذي يعزز الفرص الاقتصادية الواسعة النطاق ويعود بالفائدة على المصالح التجارية الأمريكية والليبية.

www.usaid.gov/libya

نقاط القوة:

التركيز على احتياجات أساسية: يركز المشروع على تلبية احتياجات أساسية للأشخاص ذوي الإعاقة مثل التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل.

دعم المنظمات المحلية: يُقدم المشروع دعمًا ماليًا وفنيًا للمنظمات المحلية التي تعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة.

بناء قدرات العاملين: يُساهم المشروع في بناء قدرات العاملين في مجال الإعاقة من خلال برامج تدريبية.

نشر الوعي: يعمل المشروع على نشر الوعي بقضايا الإعاقة وكسر حاجز التمييز.

نقاط  الضعف:

نقص الشفافية: يفتقر المشروع إلى الشفافية الكافية في بعض جوانبه، مثل معايير اختيار المستفيدين وآليات اتخاذ القرارات.

عدم المساواة في توزيع الموارد: لا يتم توزيع الموارد والفرص بشكل عادل بين جميع البلديات المستهدفة.

استدامة مشكوك فيها: تُثار مخاوف بشأن استدامة بعض المشاريع والبرامج بعد انتهاء دعم USAID، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها ليبيا.

مشاركة محدودة للأشخاص ذوي الإعاقة: لا يبدو أن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة كافية في تصميم وتنفيذ المشروع، مما قد يُعيق فهم احتياجاتهم وتحدياتهم بشكل كامل.

التحديات المحتملة: لم يتم تناول التحديات المحتملة التي قد تواجه المبادرة، مثل نقص الموارد أو التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.

مقارنة بالسياسات الدولية:

مقارنة بالولايات المتحدة: تُولي الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال قوانين صارمة وبرامج شاملة. يُلاحظ أن مشروع "تقارب" يفتقر إلى بعض الميزات الموجودة في السياسة الأمريكية، مثل التأكيد على المساواة الكاملة ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل فعلي.

مقارنة بدول أخرى: هناك دول أخرى سبقت ليبيا في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل المملكة المتحدة وكندا. يمكن لليبيا الاستفادة من خبرات هذه الدول لتطوير سياسات وبرامج أكثر فعالية.

ننصح:

تعزيز الشفافية: يجب على USAID نشر معلومات أكثر تفصيلاً عن المشروع، بما في ذلك معايير اختيار المستفيدين وآليات اتخاذ القرارات.

ضمان المساواة في توزيع الموارد: يجب اتخاذ خطوات لضمان توزيع الموارد والفرص بشكل عادل بين جميع البلديات المستهدفة.

تعزيز استدامة المشاريع: يجب وضع خطط لضمان استدامة المشاريع والبرامج بعد انتهاء دعم USAID.

زيادة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة: يجب تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل فعلي في جميع مراحل المشروع، من التصميم إلى التنفيذ والتقييم.

الاستفادة من الخبرات الدولية: يجب على ليبيا الاستفادة من خبرات الدول الأخرى في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة لتطوير سياسات وبرامج أكثر فعالية.

يُقدم مشروع "تقارب" فرصة مهمة لتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا.  ومع ذلك،  فإنّ  تحقيق  الدمج  الكامل  يتطلب  جهودًا  مشتركة  من  الحكومة  و  المنظمات  المجتمعية  و  الوكالات  الدولية،  مع  ضرورة  وضع  احتياجات  وتطلعات  الأشخاص  ذوي  الإعاقة  على  رأس  الأولويات.

تنويه: هذا المقال هو تحليل نقدي لمشروع "تقارب" فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، وليس تقييمًا شاملاً لجميع جوانبه، بسبب عدم وجود معلومات منشورة بالتفصيل حول تقدم المشروع. حاولنا جمع المزيد من المعلومات دون جدوى، على الرغم من أن السياسة الأمريكية مبنية على الشفافية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم