كان عام 1982 عامًا استثنائيًا في حياتي. فقد كنتُ طفلاً صغيراً أتلقى العلاج في مدينة بلغراد، عاصمة يوغسلافيا آنذاك، بينما كان العالم يُتابع بلهفة كأس العالم لكرة القدم المُقام في إسبانيا.
لم أكن أفهم الكثير عن قواعد اللعبة في ذلك الوقت، لكنني انجذبتُ إلى سحر كرة القدم. فتعلق قلبي بالمنتخب الإيطالي ونجومه مثل باولو روسي ودينو زوف وماركو تارديلي وأليساندرو ألتوبيلي. كما أثار إعجابي منتخب البرازيل بنجومه زي زيكو وإيدير وسوكراتيس، ناهيك عن الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا.
مع مرور الوقت، اكتشفتُ أن منتخب الجزائر كان حاضرًا بقوة في تلك البطولة، تاركاً انطباعاً قوياً في نفوس المشجعين العرب.
أذكر بوضوح بعض اللحظات المُثيرة من تلك البطولة، مثل هدف ماركو تارديلي الرائع في مرمى ألمانيا، وهاتريك التي سجلها باولو روسي ضد البرازيل، ودموع الفرح التي ملأت عيون اللاعبين الإيطاليين بعد فوزهم باللقب.
كان مونديال 1982 تجربة مميزة بالنسبة لي، فقد عزز شغفي بكرة القدم. كنتُ أتابع بانتظام مباريات الدوري اليوغسلافي، وأتذكر الفرق المميزة مثل ديربي بلغراد القوي يلي يلعب في ملعب ماركانا القريب من المستشفى بين النجم الاحمر و بارتايزان و الفرق اخرى زي دينامو زاغرب وفويفودينا.
لا شك أن مونديال 1982 ترك ذكريات جميلة في نفسي، وساعدني على اكتشاف شغفي بكرة القدم.
.gif)