"وفاء الكيلاني في مؤتمر الأمم المتحدة: خدعة تلميع واقع ذوي الإعاقة في ليبيا"


"وفاء الكيلاني في مؤتمر الأمم المتحدة: خدعة تلميع واقع ذوي الإعاقة في ليبيا"

في الدورة السادسة عشر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (COSP16)  بمقر المم المتحدة في نيويورك ، ألقت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وفاء الكيلاني، كلمة تهدف إلى التعبير عن التزام بلادها بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ومع أنه يجب أن نرحب بأي مساعي لتحسين أوضاع هذه الفئة المهمشة، إلا أنه من الواضح أن الكلمة لم تكن إلا محاولة لتلميع صورة الحكومة ولم تعكس الواقع المرير الذي يواجهه ذوي الإعاقة في ليبيا.

تحدثت الوزيرة عن وجود ممثل واحد فقط لذوي الإعاقة في المجلس الوطني للأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ليبيا. هذا العدد القليل يثير التساؤلات حول جدية الحكومة في تمثيل هذه الشريحة المهمة والتعامل مع قضاياهم بشكل فعّال. علاوة على ذلك، ذكرت الوزيرة زيادة نسبة المعاشات الأساسية بنسبة 100%، ولكن في الواقع، لم يتم تنفيذ أي زيادة حقيقية في المعاشات، بل تم صرف مكافأة شهرية بنسب متفاوتة حسب حالة الشخص الاجتماعية، وهذا يعكس الفشل في تلبية احتياجاتهم الحقيقية.

وفيما يتعلق بالمشاركة السياسية، أشارت الوزيرة إلى وجود مراكز للتصويت الخاصة بذوي الإعاقة في المجال البلدي، ولكنها لم تذكر أي جهود

 حقيقية لتمكينهم من المشاركة في صنع القرار على المستوى الوطني، مثل وجود ممثلين في مراكز صنع القرار من وزارات والبرلمان. وهذا يدل على عدم التزام الحكومة الفعلي بتمثيل ذوي الإعاقة في المجالات السياسية المهمة.

بالإضافة إلى ذلك، تحدثت الوزيرة عن تضمين الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل في الهيئات والمؤسسات. ومع ذلك، لا يوجد أي تفعيل فعلي للنسبة المقررة في قانون العمل الليبي، التي تنص على تخصيص نسبة 5% لذوي الإعاقة في الوظائف العامة. هذا يكشف عن غياب الإجراءات الفعلية لتوفير فرص عمل لهم وتمكينهم من الاندماج في المجتمع.

في النهاية، يجب أن نتساءل عما إذا كانت كلمة وفاء الكيلاني مجرد خطاب تلميع لحفظ ماء الوجه أم أن هناك رغبة حقيقية في تحسين أوضاع ذوي الإعاقة في ليبيا. نحن نتمنى أن تترجم الكلمات إلى أفعال فعلية في المستقبل، وأن نشهد تحقيق كل ما تم ذكره في كلمتها فيما تبقى من عام 2023.

فعلينا أن نتذكر أن ذوي الإعاقة لديهم العديد من القدرات والمواهب التي يمكنها أن تصعدهم إلى القمم. إذا تم توفير الفرص المناسبة والدعم الكافي، يمكن لهؤلاء الأفراد أن يحققوا النجاح ويساهموا بشكل فعّال في تطور المجتمع. لذا، يجب أن نعمل جميعًا على توفير البيئة المناسبة والفرص المتساوية لذوي الإعاقة في ليبيا وفي جميع أنحاء العالم.

 يجب أن نتذكر أن ذوي الإعاقة ليسوا مجرد شريحة مهمشة، بل هم أعضاء فاعلين وقادة محتملين في المجتمع. لذا، على الحكومات أن تعمل بجد لتمكينهم ودعمهم وتحقيق حقوقهم بالكامل. إن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليست مسألة رفاهية، بل هي مسألة عدالة اجتماعية وحقوق إنسانية أساسية يجب أن يحظى بها الجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة.


كلمة الوزيرة👇

إرسال تعليق

أحدث أقدم