كاريكاتير خيري الشريف |
يشهد العديد من الرسامين تكرارًا لسلوك يتعدي على حقوق شريحة ذوي الاعاقة في أعمالهم الفنية هنا متال خلال هده التدوينة لرسام كاريكاتير خيري الشريف. يعتبر الكرسي المتحرك رمزًا يمثل هذه الشريحة بكل تنوعاتها. ومع ذلك، فإن تصوير الكرسي المتحرك بشكل متكرر كرمز للفشل والجهل وعدم النجاح وعدم القدرة على الانجاز يعد تصويرًا مرفوضًا. فالإعاقة لا تقتصر فقط على حالة الشخص الجالس على الكرسي المتحرك، بل تشمل أيضًا المعوقات والعوائق والحواجز البيئية والاجتماعية والقانونية التي تعترض تقدمهم بالسرعة المطلوبة. ومن بين هذه المعوقات تأتي الرسومات التي تعطي صورة غير حقيقية عن أصحاب هذه الشريحة.
تنمية الفكرة الأساسية
إن التمثيل السلبي المستمر لذوي الاعاقة في أعمال الفن يعكس تفاهة وعدم صحة الافتراضات المتعلقة بهم. يجب أن ندرك أن هناك العديد والعديد من ذوي الاعاقة في ليبيا يتمتعون بالنجاح والقدرات القيادية في مختلف المجالات ويتمتعون بطموحات كبيرة. عندما ننتقد أي مجال فني أو غيره ونعتبره غير ناجح، يجب علينا أن لا نقوم بتمثيله بذوي الاعاقة، فهذا التمثيل النمطي غير حضري ولا يعكس الواقع الحقيقي لهذه الشريحة المجتمعية.
يعد الفن وسيلة قوية للتعبير عن الواقع وتشكيل الرؤية العامة. لذا، ينبغي على الرسامين أن يتحلى بالحس الحقوقي والوعي الاجتماعي وأن يساهموا في تغيير الصورة النمطية التي تظهر ذوي الاعاقة على أنهم ضعفاء أو فاشلون. يجب أن يسعوا لتصويرهم كأفراد يمتلكون القدرة والإرادة والمواهب، وأن يسلطوا الضوء على نجاحاتهم وقدراتهم في مختلف المجالات.
من الضروري أن نعمل مجتمعيًا على إزالة المعوقات الحقيقية التي تواجه ذوي الاعاقة، سواء كانت معوقات بيئية أو اجتماعية أو قانونية. ينبغي أن نسعى جاهدين لخلق بيئة شاملة ومتاحة للجميع، حيث يتمتع الأفراد بالمساواة في الفرص والوصول إلى الموارد والخدمات.
لنكن أذكياء في استخدام الفن كوسيلة للتوعية والتغيير الاجتماعي. يمكننا استخدام الرسومات واللوحات الفنية لنشر رؤية حقيقية وإلهامية عن ذوي الاعاقة، وتعزيز الاحترام والتسامح والتضامن معهم. يجب أن نعمل جميعًا على تغيير الصورة النمطية السلبية والتمييز الموجود في المجتمع، وأن نقدم الدعم والتشجيع لذوي الاعاقة ليحققوا طموحاتهم ويساهموا في تنمية المجتمع بكامله بمختلف إمكاناتهم ومواهبهم.