القانونية الغائبة في أحكام التيسير في ليبيا "الحلقة الاولى"


القانونية الغائبة  في أحكام التيسير في ليبيا

بقلم / عادل عون

مؤسس مجموعة قادة الوصول والتواصل للأشخاص ذوي الاعاقة

وقائد حملات التيسير بوزارتي التعليم والسياحة 

2018 -  2023. 

التمهيد :

ولما كان من الضروري التدخل في معالجة إشكالية التيسير في ليبيا وعلى وجه الخصوص العقبات والملابسات التي تشوب جل المهتمين بشؤون ذوي الإعاقة في ليبيا اليوم ومن دون استثناء، فعليه يشرفني اليوم أن أقدم هذه السلسلة القانونية الخاصة بمتطلبات التيسير للأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة من دون تمييز أو تفريد حتى يتسنى على الراغبين اما في مناصرة قضايا ذوي الإعاقة أو أصحاب المصلحة الحقيقية تكوين قاعدة فهم حقيقي للتراتبية التي تنشأ عليها الأهمية القصوى لفرض مفاهيم وأدوات التيسير بصورة مترابطة متماسكة باعتبارها حق أصيل كفلته كل الاتفاقيات الدولية والملاحق التابعة لها وكذلك ما نصت عليه القوانين والقرارات المحلية على مدى خمسون عاما تقريبا. 

الهدف :

هو صياغة قانون ليبي مفصل لأحكام التيسير التي تعد حق أصيل لشريحة من يواجهون اعاقات مادية وإعادة ضبط العشوائيات المتراكمة وخلق بيئة ميسرة متاحة للجميع. 

الدراسة ليست منشور عابر يراد به تحديد المشاكل بل رزنامة متكاملة الأركان للوصول إلى الحد الأدنى من التيسير وهو شرط يلتزم به الجميع سواء في القطاع العام ام الخاص. 

وعلى هذا الأساس تم اختيار نموذج القانون الأمريكي للإعاقة ليكون منهج نلتمس من خلاله ماهية الإجراءات التي تم اتخاذها حتى وصلت أمريكا إلى هذا المستوى من التطور في مجال التيسير بعيدا عن كل الاجتهادات المنفردة حتى نتمكن من صياغة ما يتماشى مع بيئتنا في ليبيا .

الهدف العام صياغة قانون للتيسير ومعايير فنية لكل قطاع  على حدى تحقق فيه امال وطموح من يواجهون اعاقات داخل المجتمع الليبي وتأصيل الحق بالحق وعدم إتاحة الفرصة للذين لا يعنيهم سوى الحديث عن المشاكل، فالمشاكل كثيرة والان جاء الدور على الجميع بسط الحلول أولا بأول من دون ارتباك ولا استعجال. حتى لا نترك في الوراء نحن الذين نواجه التحديات فيجب أن نكون في المقدمة وها نحن ذا. 

عادل عون 



القانون الذي في أيدينا هو سلاحنا ولن نرضى بأي اجتهاد من دونه. 

الحلقة الاولى:

26 يوم غيروا التأريخ في أمريكا حين قامت مجموعة كان عددهم 150 شخصا من الذين يواجهون الإعاقات باقتحام عدة مباني إدارية في عدة ولايات أمريكية التشريعية منها والتنفيذية ولم يكن بد من سلطات الدولة إلا التعامل مع هذه المجموعات بطرف مختلفة وصفت بعضها بأنها مسيئة ورغم ذلك تحول الاقتحام إلى حراك متراص لم تستطيع كل الادوات الشرطية والأمنية من رحزحته على مدة قرابة الشهر. 


الاعتصام التأريخي الذي هز أركان البيت الأبيض كان ينادي باضافة 41 كلمة إلى ما يعرف بقانون التأهيل الصادر عام 1973 إبان حكم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

 ان قانون التأهيل رغم أنه كان ينص على عدم التمييز والتفريد للأشخاص ذوي الإعاقة الا انه لم تتم المصادقة عليه الا بعد تولي الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1977 اي بعد قرابة خمسة سنوات من المماطلات والتمييع للحقوق العامة للأشخاص الذين يواجهون اعاقات في مختلف المجالات. 

العاصفة المتحركة كما أطلق عليها هي تلك المظاهرة العارمة التي خرج فيها المئات من أصحاب المصلحة الحقيقيين والتي أدت إلى المصادقة على القانون الأمريكي المعروف سلفا بالفصل 504. 

وبهذا تم تعديل قانون التأهيل بإضافة 41 كلمة فقط غيرت كل السمات واستردت الحق الغائب والضائع بين نصوص الدستور. 

وعند تلك اللحظة الفارقة التي أدارت عقارب الساعة إلى الوراء من أجل وضع حجر الأساس للقانون الأمريكي لذوي الإعاقة المعروف اليوم بقانون ADA  . 

أن هذه النبذة التأريخية عن التطور التراكمي الهادف إلى نيل الحقوق لم تأتي بالسهولة التي يتوقعها البعض فالحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع انتزاع. 

الحقوق يصيغها أصحاب المصلحة الحقيقيين بعد معاناة وصبر وتراص للجهود والتماسك كجسد واحد. 


إرسال تعليق

أحدث أقدم