عبد الجليل السعداوي
"ولدت في عام 1989 وكنت أوّل طفل في عائلتنا، تربّيت وترعرعت بين أهلي، وقت دخولي للمدرسة كانت مرحلة صعبة بالنسبة لي ولأسرتي لعدم وجود مدارس مهيئة للأشخاص ذوي الإعاقة إلى جانب عدم وعي المعلّمين بهذا الجانب وكيفيّة التّعامل معنا، فبدأت في مدرسة يُقال عنها التّعليم المنزلي إلى أن وصلت الصّف الرابع، والحمد لله تفوّقت ونجحت وتحصّلت على التّرتيب الأوّل على ليبيا، وحينها أكملت دراستي مع باقي زملائي في المدارس العاديّة العامه الغير مُهيّئة، كانت أصعب فترات الدراسة في المرحلة الإعدادية حيث كانت فصول مدرستي في الطابق الثاني والثالث ويقوم زملائي برفعي إلى الفصول وأنا مُعرّض نفسي للخطر بين شُبّان لم يتجاوز عمرهم أربعة عشر عاما. أكملت دراستي بتفوق إلى الثّانوية واخترت في مسيرة دراستي "الثانوية العلمية"، حيث اخترت تخصص الفيزياء واجتهدت فيه وكنت من أوائل مدرستي ولكن لم يلبث هذا التفوق كثيرا، كُنّا عُرضة للقرارات الظّالمة حيث كان قرار إلغاء السّنة "الرّابعة ثانوي" من الشهادة وجعل الشهادة تُؤخذ في السنة "الثالثه ثانوي"، وتم التّعدي على حق "الثّالثة ثانوي" بأن جعلوهم يعيدون العام بالكامل بحُجة أن الجامعات لا تتّسِع لـ دفعتين من الثّانويات من كل تخصص، ومنها تأخّرت عن تعليمي ستة سنوات لعدم وجود تخصصي لأنّه تمّ إلغائه وكل عام أتابع عن كثب هل يتم قبولي أم لا، فيكون ردهم لي أن أُعيد الثّانوية من البداية وبتخصص جديد، إلى أن جاءت سنة 2011 وتقدمت على الإمتحانات ونجحت وغيّرت مسار تعليمي إلى (القانون) وتخرجت منها دون أيّ عراقيل، وكان سبب تغييري للقانون هو ماوصلت له من نضج في تفكيري أنّ الأشخاص ذوي الإعاقة يُعانون من تعدّي على حقوقهم ولهذا سلكت هذا المسلك لأكون صوتهم وأستطيع الدّفاع عن قضيّتهم، فاليوم أنا لديّ مكتبي القانوني الخاص وأطمح للحصول على درجَتَيْ الماجستير والدكتوراء في القانون."
المصدر:مصراتة تحكي قصصًا
كما ان الاستاذ عبدالجليل السعداوي يشغل مدير مكتب مصراتة لمنظمة زيكم زينا لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ويعتبر عضوء مؤسس في المنظمة الليبية للتنمية المستدامة ومديرا لمكتبها القانوني كما يشغل مدير المكتب الاعلامي في نادي مصراته لرياضة الاشخاص ذوي الاعاقة
يمكنكم متابعة مدونة عبد الجليل السعداوي من هنا