ربما هذه التدوينة تأخرت في كتابتها اكثر من اللازم لأسباب اجتماعية ،في هذه التدوينة أريد أن اركز على نقطتين مهمتين أولهما :- مشاركة ليبيا بالألعاب البارالمبية الدولية بلندن و ثانيهما التهميش الذي لقاه الوفد الليبي من قبل السفارة الليبية بالنسبة للنقطة الأولى وهي مشاركة ليبيا كانت جيدة ولكن لم نحقق أي ميدالية لأسباب عديدة منها الأحداث التي مرت بها ليبيا وكذلك قلة الامكانيات و المعسكرات طويلة الأمد ، وكانت المشاركة بلاعبيين اثنيين فقط وهما اللاعب عبدالرازق البعباع في لعبة رفعات القوة واللاعب حمزة الهمالي في رمي الصولجان وكانت مشاركة مميزة لهما ولكل الوفد حيث رفع فيها علم الاستقلال لأول مرة في هذه الألعاب، الوفد الليبي كان مقيم بالقرية الأولمبية سترات فورد لندن وتقع في إحدى هذه القرية في احدى ضواحي لندن ، بالنسبة للتنظيم الألعاب كانت ممتازة جدا من حيث الامكانيات والاستعدادت وكان كل شئ ميسر لذوي الإعاقة ، واكثر شىء لفت انتباهي في هذه الألعاب الإجراءات الأمنية حيث كانت مشددة جداً لدرجة أن البعض انزعج منها. بالنسبة لحفل افتتاح الألعاب كان خيالي وذهلت به وتعتبر هذه الأولى في حياتي التي أحضر فيها حفل افتتاح ألعاب بارالمبية دولية وقد حضر حفل الإفتتاح اكثر من 70 الف متفرج وكانت أجواء حماسية واكثر من رائعة.
وبعد نهاية الألعاب ذهبنا ألى مدينة اخرى وهي مدينة مانشستر بدعوة من نادي الباروني الرياضي بمانشستر ، حيث استقبلونا استقبال الأبطال وكان من ضمن المستقبلين مجموعة من الجالية الليبية بمانشستر ، وشعرنا بالسعادة ومدى فرحتهم واحتفائهم بنا ، اتذكر احد السيدات الليبيات هناك قالت لنا كنا فخورين بكم عندما شاهدناكم في احدى القنوات الانجليزية وانتم ترفعون العلم فى حفل الافتتاح وقد مدحكم المذيع كثيرا وكان متحمسا ًعند دخولكم لأرضية الملعب وقال هؤلاء هم الشجعان الليبيين يتغلبون على كل الصعاب ويتواجدون بلندن.
ومن ضمن البرنامج العام الذي أقامه نادي الباروني لإستضافتنا أنه اقام حفل عشاء على شرفنا وقد حضر هذا الحفل العائلات الليبية المقيمة بمانشستر ، وفي نهاية الحفل قاموا بتكريم الوفد الليبي بإهدائهم دروع نادي الباروني الرياضي. وفي اليوم الثاني كانت لنا جوله بملعب اولد ترافورد ملعب نادي مانشستر يونايتد التي تعرفنا فيها على هذه القلعة الرياضية الضخمة وما جذبني هو اهتمام النادي بعشاقه من ذوي الإعاقة حيث وفر لهم أماكن خاصه بهم ، وبعدها قمنا بزيارة لبعض المعالم الحضارية والأسواق التجارية بمدينة مانشستر . احب أن أحيي واشكر الجالية الليبية بمانشستر على حفاوة الإستقبال التي حضينا بها ولا أنسى اناشكر ايضا ً نادي الباروني الرياضي الذي وجه لنا هذا الدعوة لنكون بينهم كأحد افراد عائلتهم الرياضية الرائعة ، واتمنى لهم مستقبل زاهر في كرة القدم وان يكتشفوا لنا مواهب رياضية ليبية تدعم منتخبنا الوطني في المستقبل . بعد ان قضينا يومين رائعين بمدينة مانشستر شدينا الرحال إلى عاصمة الضباب لندن ، وكانت وجهتنا إلى مطار هيثرو لنستقل الطائرة على الخطوط النمساوية لتطير بنا إلى أرض الوطن. وفي النهاية أحب أن اشكر اللجنة البارالمبية الليبية التي اتاحت ليا الفرصة لكي أكون من ضمن الوفد الليبي للتغطية الإعلامية الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للجنة البارالمبية الليبية والموقع الرسمي للجنة البارالمبية الليبية.
اما بالنسبة للنقطة الثانيةفانه يجب التذكير ان من الأمور المتعارف عليها في ألعاب البارالمبية الدولية أن يرفع علم الدول المشاركة في الألعاب داخل القرية الأولمبية بشكل رسمي بحضور شخصيات لها مكانتها السياسية في الدولة المستضيفة وكذلك من قبل الدول الأخرى ، ويقام حفل بسيط وفق بروتكولات رسمية يرفع بها العلم وذلك للرفع من شأن الدولة المشاركة واحساس لاعبيها بأهميتهم في هذه الألعاب ، وبما أن ليبيا من الدول المشاركة في هذه الألعاب قام رئيس الوفد الليبي السيد عزالدين بلعيد بدعوة سفير ليبيا في لندن لحضور مراسم رفع العلم داخل القرية الأولمبية وخاصة أن علم ليبيا الجديد القديم ( علم الإستقلال ) يرفع لأول مرة في ألعاب بارالمبية دوليه وأعلمهم بأن عمدة لندن سيكون متواجدا ً في هذه الإحتفالية ، ولكن كان الرد من قبل السفارة أنهم لا يمكنهم حضور هذه الإحتفالية لإنشغالهم بأمور اخرى لا تعملها يبدو أنها كانت أهم من رفع علم دولتهم الذي دفع ثمنه دما ً من أن أجل يرفرف عاليا ً من جديد بعد أن غيُب 42 سنة ً ، ورفض الدعوة كان له ردة فعل سلبية على أعضاء الوفد وخاصة أن جميع الدول الأخرى كانت سفاراتهم متواجدة وبقوة أثناء رفع اعلام دولهم ، وللعلم بأن أعضاء السفارة الليبية قاموا بزيارة الوفد الليبي الذي شارك في العاب الأولمبياد التي اقيمت قبل هذه الألعاب بفترة قصيرة وقاموا ايضا ً بإقامة مأدبة الإفطار على شرفهم ، فلا ندري لماذا هذا التجاهل لرياضيي شريحة ذوي الإعاقة في ليبيا الذين حققوا انجازات لم يستطيع تحقيقها غيرهم من رياضيي اللجنة الأولمبية الليبية ، هل يا ترى استهزاء بهم أو تقليل من اهمية مشاركتهم او جهلهم بهؤلاء الأبطال ام يعكس ذلك عدم وطنيتهم وشعورهم اتجاه هذا الوطن بما نشعر به نحن ، فإلى متى سيظل هذا التهميش لرياضة ذوي الإعاقة في ليبيا من قبل المسؤولين الليبيين ..؟!
اجتماع السيد رئيس اللجنة الاولمبية الليبية مع السيد محمود النكوع سفير ليبيا في لندن ... وبحضور احمد جبريل من السفارة الليبية وصلاح المنصوري من البعثة الليبية الى لندن
ونقول في نهاية هذه المدونة ان الغاية والغرض منها ليس اثارة الراي العام للتعاطف مع هذه الفئة من المجتمع لان هذه الفئة والذي انا منها واثقة من نفسها وقادرة على العطاء بقوة العزيمة والااصرار وبدعم ابنائها من اطياف المجتمع المدني ولكن القصد هو حرصنا على تمثيل بلادنا احسن تمثيل وبما يليق بدولتنا اسوة بباقي الدول وانني شخصيا كمدون فانني اطلب تبريرا واضحا لعدم حضور من يمثل السفارة الليبية ببريطانيا كما اطالب باعتذار رسمي عن هذا التقاعص في الحضور لانني لا اجد تفسيرا فى الوقت الحالي لما جرى الا كونه (تهميشا صريحا وقد لا ابالغ في القول ان قلت بان ماحصل هو عنصرية او تمييز ) وذلك لان اعضاء السفارة كما اشرت سابقا قد ميزو الوفد الليبي بالعاب الاولمبياد الذي شارك قبلنا بفترة قصيرة باستقبال رسمي لهم واقامة مادبة عشاء على شرفهم في حين ان اللجنة البارالمبية توازي اللجنة الاولمبية الدولية فما تفسير هذا التمييز ؟.
التسميات :
تدوين