عمر المختار -توثيق ماضي ومحاكاة حاضر




شريط عمر المختار الذي ضل يعرض في عواصم غربية وفي معظم دور العرض بالمدينة الواحدة والإقبال الجماهيري الهائل لمشاهدة قصة بطل ومناضل سطر نمودجا فريدا ليس لعصره والمرحلة التي عاشها والنجاح الذي لقاه والمعانقة الوجدانية والفخر لكل أجيال شعبنا وامتنا بل لكل من آمن بالنضال والكفاح المستمر من اجل الحرية والكرامة مهما كان العمر الذي نحياه والزمن الذي نعاصره والمرحلة التي نعيشها شريط عمر المختار رسم كل تلك المعطيات وقدمه في عمل عبقري لمخرج عبقري يوثق الماضي بعيون الحاضر . عمر المختار احتوى ايظا المفارقات لشخصياته هناك من باع الوطن بمال وجاه وهناك من اشتراه بالدم والنفس ولنحاول أن نقف على بعض من مشاهده وبعمق نفهم الاختلاف بين مضامينها رغم تشابه صورها في مشهد تكليف غرتزياني ( جزار فزان ) من قبل أستاذه السفاح ( موسليني ) يسأل الإستاد التلميذ ماذا كان يعمل المختار ….. يجيب معلما… موسليني وانا كنت معلما نرى هنا التقارب في المهنتين لكن شتان بين المضمون والعمل موسليني أصبح معلما لتخريج دفعات سفاحي الشعوب الفاشية العنصرية الاستعمارية وقتل الأبرياء لكن عمر المختار معلما لحملة كتاب الله وما يحملونه من سلام وحب وخير للناس بما احتواه الناموس والدستور الذي نقش على صدورهم والتي تحولت بفضله فيما بعد إلى درع من لحم ودم في مواجهة رصاص ودبابة أستاذ الفاشية وتلاميذها وبمشهد المختار وتلاميذه نعطف هنا علي شيء مهم له رسالة ومخاطبة عصرية وهى حين أراد ان يعرف لمعنى الميزان وكيف أن الأمور ستختل أذا لم يكن لها ميزان وبنفس اللحظة يصل إلى حلقة الدرس صوت الزغاريد القادم إليهم وهنا يحل الاختلال في حلقة الدرس و محاولة هروب التلاميذ لمشاهدة العرس الذي غطت مزاميره على صوت ترتيل القران بأذانهم عمر المختار لم يحول دون الرغبة بل اصرفهم وشاركهم حضور عرسهم وهنا تصرف المختار كمعلم يعلم بميزان كذلك هويعطى أشارة إلى إن معلم القرآن أو رجل الدين إنسان يشارك الناس افراحهم واحزانهم منسجما مع كل مشاعرهم وكيف ماكانت وبالاسترسال في متابعة أحدات شريط عمر المختار سنتوقف أمام الكثير من الإسقاطات التي تعكس ا مانعيشه بواقعنا العربي الحالي محاكيا من خلال الحوارالواضح بالمعانى بل باللفظ المباشر بمشهد عمر المختار يناقش الشارف الغرياني …… ياعمر لقد تقطعت بك السبل أنت ومن معك هناك بعصبة الأمم لايستمعون الاللقوياء يرد المختار نحن لانخوض هذه المعركة في عصبة الامم اجابة واضحة تتضمن إسقاط ساطعا للعالم أيام عمر المختار واليوم وهي أن عصبة الامم لا تمنح الحرية للشعوب بل الكفاح والنضال والنضال لم يكن من شأن عمر المختار والمجاهدين الدين معه بل وصل معتقل العقيله ألاف وألاف محاصرين كاننا نرى في اليوم حصار عزه والجدار الصهيونى العنصري لكن معتقل العقيله لم يقف صامتا واستنكر أو شجب أو سير المسيرات والمظاهرات بل تحرك عمليا من خلال محاصريه بتقديم فتات الفتات للمجاهدين الذي يقدمه الايطالي لمعتقلي العقيله و كيف ان الجائع المحاصر من وراء الاسلاك الشائكه فضل سد جوع المناضل قبل نفسه صورة اخرى يقدمها لنا شريط عمر المختار ماكتر مانراها الان بعالمنا وصالونات السياسة ودروب التفاوض وتقديم التنازلات وقبول الاملا أت جلس أسد الصحراء بخيمة المفاوضات ……. نعم جئنا لنستمع اليكم يجيب المفاوض الايطالي الحقيقة لم نجهز شيئا فيقول المختار نحن اعددنا مانريد منكم ….. دلالة تمامة على التنسيق السياسى والادارى للمعركة بكل جوانبها سياسيا وعسكريا يطلب العدو المهلة لمناقشة شروط المجاهدين فيكسب غرتزياني الوقت ليعزز قواته فيدم للمختار شروط الإذلال والمهانة التي يجيب عنها أنها لأتساوى الحبر الذي كتبت به وتنتهي المفاوضات بلا شيء سوى إصرار واستمرار عمر المختار بالحرب الخيار الوحيد أمام عدو متغطرس فيعطيه درسا في الحروب والكمائن بمعركة وادي الكوف الذي اقتبر جنوده حتى غرتزياني نفسه قال عنه …. رائع هذا الشيخ رائع رسالة اخرى يرسلها إلينا شريط عمر المختار نرى فيه تضامن الشعوب مع الشعوب وتحديدا بين ليبيا ومصر والأخيرة التي كان يأتي المدد منها للمجاهدين فيقدم المحتل بإقامة سورا من الاسلاك الشائكة بين البلدين وهو بذلك يكون العزل بين البلدان ذات الأصل الواحد والعرق الواحد وصناعة الحدود التى تقف عائقا أمام التعاون والتكامل فيما بينها مشهد اخر يجب ان اشير إليه مشهد الحوار الدائر بين الجلاد غرتزياني والبطل عمر المختارالذي وقف امامه مقيدا معتزا بنفسه مفتخرا بمصيره يره الجلاد قطع نقود رومانية يقدما قرينة للمختار على عراقة وتاريخ روما فيجيب الشيخ نعم ان لها تاريخ واحترم حضارتكم لكنها لاتعطي الحق في احتلال بلادي يستمر الجدال بين الجلاد والسجين السجين الرفض لشروط السجان بكلمة واحدة لأ….. يشتط الجلاد غضبا ….. انتهى وقتك يامختار يجيب المخار باختيار وهدو لم عفوك لأتعلن للعالم اننى طلبت حياتى منك في خلوتي هذه ان حبل عدلتكم كان يتدلل امامي دائما ….. عظمة في الرفض وشجاعة دائما وبالفعل تدلل عمر المختار بحبل عدالة الفاشية شهيدا من خلال محاكمة صورية ودعته الزغاريد من أهالي سلوق بل حتى عدوه ( تونيلي ) الجنرال الايطالي الذي شاهدنا بالشريط التعاطف مع عمر المختار قدم له التحية بعد اعدامه ودع عمر المختار بالزغاريد وسقطت نظارته واستلمتها أجيال اخدت بثار عمر المختار من شانقه مات عمر المختار شهيد وسط اناس يكبرونه الاحترام والدموع تذرف من اجله بينما شنق موسلينى وسط الآلاف الغاضبة تلاحقه باللعنات وعلق من قدميه واخدت جتته تجر بمدن ايطاليا والآلاف يرمونها بالحجارة و يتفون عليها

 الى اللقاء لطفي شليبك


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم