اليوم العالمي للغة برايل في ليبيا: تعزيز حقوق المكفوفين وتمكينهم من المعرفة

 


يصادف اليوم الموافق 4 يناير الاحتفال بعيد ميلاد لويس برايل، وهو اليوم العالمي لبرايل، مما يسلط الضوء على أهمية إمكانية الوصول والتواصل لضعاف البصر. يمثل هذا اليوم فرصة لتعزيز الوعي بأهمية لغة برايل كأداة رئيسية في تمكين المكفوفين من الحصول على المعرفة والمشاركة الفعالة في المجتمع.

طفولة لويس برايل

وُلد لويس برايل في 4 يناير 1809 في قرية كوبفراي بفرنسا في طفولة صعبة. كان والده يعمل في مجال الجلود، وفي ورشته تعرّض الشاب لويس لحادث أليم عندما اخترقت أداة حادة إحدى عينيه عن طريق الخطأ. أدى ذلك إلى انتشار العدوى إلى العين الأخرى، مما جعله أعمى تمامًا في سن الخامسة. بالرغم من إعاقته، أظهر برايل ذكاءً فذًا، مما مكنه من الالتحاق بمدرسة محلية، ثم حصل لاحقًا على منحة دراسية للالتحاق بالمعهد الملكي للشباب المكفوفين في باريس.

شرارة الابتكار

أثناء دراسته في المعهد، واجه برايل صعوبات في قراءة الكتب ذات الحروف البارزة التي كانت ثقيلة وبطيئة في الاستخدام. في سن الثانية عشرة، تعرف على "الكتابة الليلية"، وهو نظام ملموس اخترعه تشارلز باربييه كوسيلة اتصال للجنود لقراءة الرسائل في الظلام. على الرغم من عبقرية النظام، إلا أنه كان معقدًا وغير عملي، مما دفع برايل إلى تبسيطه. بحلول سن الخامسة عشرة، كان قد طور نظام برايل المعروف حاليًا، الذي يعتمد على رموز ملموسة مكونة من ست نقاط تمثل الحروف والأرقام وحتى النوتات الموسيقية.

طريقة عمل لغة برايل

تتكون لغة برايل من نقاط بارزة مرتبة في شبكة من ستة مواضع تُعرف باسم الخلية. يمثل ترتيب النقاط داخل الخلية حرفًا أو رمزًا مختلفًا، مما يجعل هذا النظام بسيطًا وفعالًا للاستخدام في القراءة والكتابة، بالإضافة إلى الرياضيات والموسيقى. بفضل هذا الابتكار، أتاح برايل للمكفوفين الوصول إلى التعليم والمعرفة بشكل لم يكن ممكنًا من قبل.

الاعتراف والإرث

توفي لويس برايل في عام 1852 عن عمر يناهز 43 عامًا بسبب مرض السل. لم يحظَ نظام برايل بالاعتراف الواسع إلا بعد وفاته، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر أصبح النظام القياسي للقراءة والكتابة للمكفوفين حول العالم. في عام 2009، احتفالاً بالذكرى المئوية الثانية لميلاده، أصدرت الهند عملة خاصة بقيمة 2 روبية تحمل صورة لويس برايل ونصًا مكتوبًا بطريقة برايل، مما يعكس التأثير العالمي لاختراعه.

أهمية اليوم العالمي للغة برايل في ليبيا

في ليبيا، يواجه المكفوفون تحديات كبيرة تتعلق بالحصول على التعليم والمعلومات بلغة برايل، ما يعكس الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود الرامية إلى دعم حقوقهم. يجب أن يشمل ذلك توفير الموارد التعليمية والتكنولوجية التي تعتمد على لغة برايل، مثل شاشات برايل القابلة للتحديث والأجهزة المتوافقة.

اليوم العالمي للغة برايل يُمثل دعوة للجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز استخدام لغة برايل وضمان تمكين المكفوفين من حقوقهم في التعليم والمعرفة. إن بناء مجتمع شامل وعادل يتطلب استثمارًا أكبر في التقنيات المساعدة والمبادرات التي تسهم في تحسين حياة الأشخاص المكفوفين.

فلنجعل هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على أهمية لغة برايل، والعمل على تحقيق مستقبل أكثر إنصافًا وعدالة للأشخاص المكفوفين في ليبيا.


أحدث أقدم

 

نموذج الاتصال