رحلة عبر الزمن: ذكريات شخص من ذوي الاعاقة في معرض طرابلس الدولي 2004 صور



يُعدّ معرض طرابلس الدولي منارةً سنويةً تضيء سماء العاصمة الليبية، يجذبُ إليها زوارًا من مختلف أنحاء العالم، حاملين معهم شغف الاكتشاف ورغبةً في التعرّف على أحدث المنتجات والابتكارات. عام 2004، شهدَ المعرض دورةً استثنائيةً تميزت بمشاركة واسعة النطاق، وشهدَ طرح العديد من المنتجات والخدمات التي فتحت أبوابًا جديدةً على المستقبل.أقيم معرض طرابلس الدولي 2004 تحت شعار "ليبيا: فرص جديدة للاستثمار والتجارة" خلال الفترة من 23 أبريل إلى 7 مايو 2004، ليُعدّ أكبر حدث تجاري شهدته ليبيا في ذلك الوقت. وقد اجتذب المعرض أكثر من 600 شركة من 30 دولة، وشمل نطاقًا واسعًا من القطاعات الحيوية، بما في ذلك النفط والغاز، والبناء والتشييد، والإلكترونيات، والنقل، والزراعة، والسياحة.

نشأت فكرة معرض طرابلس الدولي لأول مرة عام 1926 ميلادي وانطلقت أولى دوراته عام 1927 بميدان الغزالة بالعاصمة طرابلس ويظهر ما تحويه المدن الليبية المختلفة من منتوجات زراعية وصناعات تقليدية وثقافات مختلفة، إضافة إلى تسويقه للفنادق والمنشآت.

tif.ly

رحلةٌ عبر الزمن:

أعودُ بذاكرتي إلى عام 2004، حيث زرنا، مع شقيقي علي وسيف الدين، وقريبنا، الله يذكره بخير، أحمد المجدوب، معرض طرابلس الدولي في رحلة عبر الزمن إلى عالم من الإبداع والابتكار. كانت هذه الرحلة مليئة بفعاليات ثقافية غنية، ولقاءات تجارية مثمرة، رسمتها أجنحة الدول المشاركة.

لوحاتٌ من المعرض:

تُزيِّنُ ذاكرتي لوحاتٌ حيةٌ من ذلك الحدث، لوحاتٌ رسمتها أجنحة الدول المشاركة، التي اصطفّت كأنها عقدٌ من اللؤلؤ على طول ممرات المعرض، كلّ جناحٍ يحملُ عبقَ ثقافةٍ وحضارةٍ عريقة. ازدحمتْ هذه الأجنحة بجمهورٍ غفيرٍ، يتهافتُون لاكتشافِ منتجاتٍ وخدماتٍ لم يسبق لهم رؤيتها. تنوعتْ المعروضات لتشملَ مختلفَ القطاعات، من الإلكترونيات والأجهزة المنزلية إلى الملابس والمجوهرات والحرف اليدوية، لتُشبعَ رغباتِ جميعِ الزوار.

ظلالٌ على اللوحة:

ولكن، لم تكنْ لوحةُ المعرضِ خاليةً من الظلال، وبصفتي شخصًا من ذوي الاعاقة ، واجهتُ صعوباتٍ حالتْ دون استمتاعي الكاملِ بتجربةِ المعرض. فقد صادفتُ صعوبةً في الوصول إلى بعضِ الأجنحة.

20 عامًا من التغاضي:

للأسف، وبعد مرورِ 20 عامًا على تلك الزيارة، لم يتغيرْ الكثيرُ بخصوصِ سهولةِ الوصولِ لذوي الإعاقةِ في المعارضِ. ما زالتْ هناك عقباتٌ تحولُ دون استمتاعِنا الكاملِ بتلك الفعالياتِ، وتُحرمُنا من فرصةِ المشاركةِ الفاعلةِ في مختلفِ المجالات.

مع ذلك، تبقى مشاركتي في معرض طرابلس الدولي 2004 ذكرىً خالدةً في ذاكرتي، تُجسّدُ روحَ التحدّي والإصرارَ على المشاركةِ في الحياةِ بكلّ جوانبها. ونأملُ أن تُصبحَ المعارضُ في المستقبلِ أكثرَ ملاءمةً لذوي الإعاقة، لتتيحَ لنا فرصةَ الاستفادةِ الكاملةِ من تلك الفعالياتِ، والمساهمةِ بفعاليةٍ في بناءِ مجتمعٍ شاملٍ وعادلٍ للجميع.


صور من  معرض طرابلس الدولي 2004👇

احمد مجدوب و شقيقي سيف الدين في جناح النمسا












احمد مجدوب و شقيقي علي 




إرسال تعليق

أحدث أقدم